فصل: 857 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الحصيري أبو سعد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: طبقات الشافعية الكبرى **


796 سهل بن محمود بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمود بن الفضل البراني أبو المعالي بن أبي سهل

قال فيه ابن السمعاني من العلماء العاملين بعلمهم جاور بمكة مدة وكان كثير العبادة والاجتهاد

والبراني بفتح الباء المعجمة وتشديد الراء المهملة منسوب إلى قرية بوراني ببخارى

مات ببخارى في سلخ جمادى الأولى سنة أربع عشرة وخمسمائة

797 شافع بن عبد الرشيد بن القاسم أبو عبد الله الجيلي

تفقه على إلكيا الهراسي وأبي حامد الغزالي

وسمع بالبصرة أبا عمر النهاوندي القاضي وبطبس فضل الله بن أبي الفضل الطبسي

روى عنه ابن السمعاني وقال سألته عن مولده فقال دخلت بغداد سنة تسعين وأربعمائة ولي نيف وعشرون سنة

وكان من أئمة الفقهاء له بجامع المنصورة حلقة للمناظرة يحضرها الفقهاء كل جمعة

توفي في العشرين من المحرم سنة إحدى وأربعين وخمسمائة

798 الشافعي بن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عبد العزيز السياري الصيدلاني

ذكره عبد الغافر في السياق

799 شبيب بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين بن شباب القاضي أبو المظفر البروجردى

قال ابن السمعاني قدم بغداد بعد السبعين وأربعمائة وتفقه على الشيخ أبي إسحاق وبرع في العلم وهو إمام مناظر مفت أديب شاعر مليح المعاشرة حلو المنطق متواضع

سمع الفقيه أبا إسحاق وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي وأبا نصر الزينبي وبأصبهان وبروجرد من جماعة

وكان قاضي بروجرد وبها ولد في شهر رجب سنة إحدى وخمسين وأربعمائة

قال ابن السمعاني قرأت عليه أجزاء بها

وتوفي بعد رجوعه من حجته الثالثة لأربع خلون من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وخمسمائة

800 شريح بن عبد الكريم بن الشيخ أبي العباس أحمد الروياني القاضي الإمام أبو نصر

من بيت القضاء والعلم وهو أيضا من كبار الفقهاء

وذكره الرافعي في غير موضع وهو ابن عم صاحب البحر فيما يظهر

كان أبو العباس الروياني صاحب الجرجانيات وهو أبو عماد الدين فيما أحسب له ولدان أحدهما إسماعيل وهو أبو صاحب البحر والآخر عبد الكريم وهو أبو شريح ولعل وفاة شريح تأخرت عن صاحب البحر وما قد يقع في ذهن بعض الطلبة من أن صاحب البحر جد شريح غير صواب بل الأمر فيما أظن على ما وصفت

وقد وقفت على كتاب له في القضاء وسمه بروضة الحكام وزينة الأحكام وهو مليح

وفي خطبته يقول لما كثرت تصانيفي في الفروع والأصول والمتفق والمختلف وأنفقت عليها عنفوان شبيبتي وأيام كهولتي إلى أن جاوزت الستين ورأيت آداب القضاة

ووصف ذلك إلى أن قال وكنت ابن بجدة عمل القضاء والأحكام اجتهدت فيها للإمضاء والإحكام من أول شبيبتي إلى شيخوختي ورثة عن أسلافي الأعلام وقدوة الأنام

فإن الماء ماء أبي وجدي ** وبئري ذو حفرت وذو طويت

وقد أمعنت في الكشف عن ترجمة هذا الرجل فما أحطت بأزيد مما ذكرت

وكنت قد كتبت فوائد من كتابه أدب القضاء هذا وأنا ذاكر هنا بعض ما كتبت إذا جوزنا قضاء قاضيين في بلد من غير تعيين بقعة فلو أراد المدعي التحاكم إلى أحدهما والمدعي عليه إلى الآخر فثلاثة أوجه الأول منها يجاب المدعي والثاني المدعي عليه لمساعدة الظاهر إياه ولهذا كان القول قوله والثالث يقرع بينهما

في اللحمان ثلاثة أوجه من ذوات القيم من ذوات الأمثال يفرق في الثالث بين يابسها فيكون مثليا ورطبها فيجعل متقوما

قلت الثالث غريب

لو قال له على ألف درهم فيما أظن أو فيما أحسب لم يلزمه أو فيما أعلم أو أشهد لزمه لأن العلم معرفة المعلوم

لو قال على أكثر الدراهم رجع إلى بيانه لأن اللفظ ليس نصا في القدر وحكى جدي عماد الدين عن بعض أصحابنا أن عليه عشرة دراهم لأن الدرهم ينتهي إلى العشرة ولا يزيد عليها وأكثر اسم الدراهم يبلغ عشرة فيقال ثلاثة دراهم إلى عشرة ثم يقال أحد عشر درهما

القاضي لا يملك الشوارع وقيل يجوز ببدل

هل للسفية إجازة نفسه فيه قولان

قلت وكذا حكاهما في الإشراف قولين من كلام العبادي وقد قدمناه في ترجمة أبي عاصم

هل يجوز تنفيذ الابن ما حكم به الأب وجهان وهل تقبل شهادته بأن أباه حكم بذلك وجهان

لو كان النبي قال لفلان على فلان كذا هل للسامع أن يشهد لفلان على فلان كذا وجهان

إذا كان في يد رجل وقف فأقر بأنه وقف على فلان ولم يذكر واقفه ولم يعرف واقفه سمع منه

لو سمع الحاكم شهادتهما وتوقف فسألهما المدعي إعادتها ثانيا ففي وجوبه وجهان

قال ابن أبي هريرة لا تلزمه إعادتها عند القاضي الأول فإن مات أو عزل قبل الحكم لزمه إعادتها عند قاض ثان

تقبل شهادة المختبئ في موضع لا يراه أحد وهل يكره ذلك وجهان فإن قلنا لا يكره فهل يندب وجهان أحدهما يندب لأن فيه إحياء الحق والثاني لا يندب

لا تقبل شهادة من لم تكمل فيه الحرية وهل تقبل منه شهادة رؤية رمضان وجهان

اثنان على دابة أحدهما راكب سرج دون الآخر فادعياها فهي بينهما وقيل لصاحب السرج

اشترى شيئا من رجل ثم قال لآخر اشتره مني فإنه لا عيب فيه فلم يشتره ثم وجد به عيبا فقد قيل ليس له الرد على بائعه لاعترافه بأنه لا عيب فيه

وقيل له الرد لأنه إنما قال ذلك بناء على ظاهر الحال وقيل إن عين العيب فقال لا شلل به لم يكن له الرد به وإلا فله الرد

ذكر الإصطخري أنه لو استأجر رجلا ليحمل له كتابا إلى موضع ويأتي بجوابه فذهب وأوصل الكتاب ولم يكتب المكتوب إليه الجواب فللحامل الأجرة كاملة لأنه لا يلزمه أكثر مما عمل وكان الامتناع من غيره

قال وكذا لو مات الرجل فأوصل الكتاب إلى نائبه من وارث أو وصى أجابوه أم لم يجيبوه

قال فإن قدم والرجل ميت ولا وارث له فذهب إلى حاكم البلد وأوصل الكتاب وأمره أن يعلم أنه أوصل الكتاب وكان ميتا أجابه الحاكم إلى ذلك وكتب له واخذ جميع الكراء

قال جدي وقد قيل له كراء الذهاب

من عيوب الجارية التي ترد بها أن لا تنبت عانتها وحدث ذلك في زمان القاضي أبي عمر المالكي

قلت وهذا أخذه من كتاب الإشراف لأبي سعد

إذا كان الوصي بتفرقه مال فاسقا ففرق فإن كان لغير معينين ضمن وإن كانوا معينين قال جدي عماد الدين يجوز في أظهر الوجهين

قلت جزم الرافعي بعدم الضمان

إذا شهدوا على القاضي أنه أمن كافرا ولم يتذكره سمعت لأنها شهادة عليه بعقد

قلت وهو واضح فإنه في الأمان كآحاد الناس وليس هو بحكم حتى يحتاج إلى التذكير

إذا ادعى متولي الوقف صرف الغلة في مصارفها قبل إلا أن يكون لقوم بأعيانهم فادعوا أنهم لم يقبضوا فالقول قولهم ويثبت لهم المطالبة بالحساب وإن لم يكونوا معينين فهل للإمام مطالبته بالحساب فيه وجهان حكاهما جدي

قلت وجزم شريح بعد ذلك بأنه ليس للحاكم مطالبة الأمناء بالحساب فقال في الرجل يطالب أمينة بالحساب إنه لا يسمع دعواه ولا يجاب قال لأنه ليس للحاكم ذلك مع الأمناء وإنما القول قول الأمين مع يمينه وأنه ليس عليه شيء

وما جزم به من أنه ليس للقاضي مطالبة الأمين بالحساب سبقه إليه القاضي أبو سعد في كتاب الإشراف وموضعه إن شاء الله من لم يحصل للحاكم فيه ريبة فإنه الأمين أما من يريبه منه شيء فينبغي أن يطالبه بالحساب

لو قال القاضي صرفته عن القضاء أو رجعت عن توليته فهل يكون ذلك صريحا في عزل النائب وجهان

إذا جعل لرجل التزويج والنظر في أمر اليتامى لم يكن له أن يستنيب غيره

إذا كان الموضع الذي يجلس فيه القاضي غير مسجد فإذا انتهى إليه قيل لا يصلي ركعتين وقيل يصلي

إذا كان يقضي برزق من بيت المال يلزمه أن يقضي في كل نهاره إلا في وقت قضاء الحاجة والصلاة المفروضة والطهارة والنافلة المؤكدة وتناول الطعام على الوجه الذي للأجير أن يشتغل فيه عن العمل وقيل يلزم ذلك على حسب العادة والعرف فيما بين القضاة

وإذا كان متبرعا بالقضاء فقد قيل يجلس أي وقت أراد والصحيح أنه يقعد على عادة الحكام ثم هل يعتبر عادة سائر حكام البلاد أو عادة حكام تلك البلد فيه وجهان

هل للقاضي تخصيص بعض الرعايا بإنفاذ الهدية إليه وجهان

إذا امتنع من الحضور أدبه إذا صح عنده وقيل يقبل فيه شاهدان وإن لم يعرف عدالتهما وقيل لا بد من العدالة قال جدي وهو القياس

وإذا بعث رسولا ليستحضره يقبل قول الرسول أنه امتنع لأنه من باب الخبر ويؤدب بقوله وإذا تغيب هجم عليه ولا هجوم في الحدود إلا في حد قاطع الطريق

لو قضى الحاكم بما طريقه العبادات والأحكام يجوز أن يحكم بوجوب النية في الوضوء والترتيب فيه وأن الجد لا يرث مع الأخ

لم يكن لحكمه معنى إذا نفذ حكم من قبله يقول نفذت حكم فلان القاضي وأمضيته وقال بعض أصحابنا لو قال أجزته كان تنفيذا ولو قال هذا الحكم جائز أو صحيح فهل يكون تنفيذا فيه وجهان

إذا أراد نقض الحكم يقول نقضته أو فسخته أو أبطلته ولو قال هذا ليس بصحيح او باطل فوجهان

وهل يجوز تنفيذ الابن حكم الأب وجهان

وهل تقبل شهادة الابن أن أباه حكم فيه وجهان حكاهما جدي وقيل يجوز قولا واحدا لأنه لا يعود النفع في الحكم إليه

إذا ادعى على الشهود أنهم شهدوا عليه بزور وأثبتوا عليه بشهادتهم كذبا ففي التحليف وجهان

إذا تبين الحق للحاكم لم يجز له تأخير الحكم إلا برضاهما

وقيل يجوز تأخيره يوما وأكثره ثلاثا وقيل وإن ثبت الحق لا يبادر لكن يؤجل ثلاثا أو ثلاث مجالس وقيل لا يفعله إلا إذا سأله المدعى عليه لأن النفع فيه يعود إليه

قال الشافعي رضي الله عنه واحب للحاكم إذا أراد الحكم أن يصلي ركعتين يستخير الله فيه ويستكشف غاية الاستكشاف

قول الحاكم حكمت بكذا محكم وكذا قضيت في أظهر الطريقين

هل يجوز للحاكم أن يحكم بقطعة أرض في غير موضع عمله قولان

ولا يجوز أن يكتب بتزويج امرأة في غير موضع عمله

قال جدي وغلط من جوزه

إذا قلنا يجب على القاضي أن يشهد على حكمه فلو أشهد فاسقين لم يخرج عن الواجب في أظهر القولين وأصلهما الوجهان فيما إذا طولب الفاسق بأداء الشهادة عنده هل يلزمه أداء الشهادة

ليس للحاكم تعيين الشهود في البلد لأن فيه تضييقا وجوزه بعض أصحابنا

وله أن يعين من يكتب الوثائق في أصح الوجهين

و إلى الحاكم تعيين المعدلين والمزكين

قال الشافعي رضي الله عنه وإذا رد المدعى عليه اليمين فقلت للمدعي احلف فقال المدعى عليه أنا أحلف لما أجعل له ذلك

قال جدي وهذا يفيد أنه إذا قال الحاكم للمدعي احلف كان حكما فيه بتحويل اليمين

قلت ولم أر هذا في البحر إنما حكى نص الشافعي ثم قال وقال بعض أصحابنا بخراسان وذكر ما سنذكره

قال شريح قال جدي ومن أصحابنا من قال لا بد من قول الحاكم حولت اليمين أو رددت أوحكمت بالرد أو يقبل على المدعى عليه فيقول احلف

قلت وهذا في البحر للروياني كما نقله شريح وعزاه إلى بعض أصحابنا بخراسان كما عرفت وقال في آخره وعندي إذا قال للمدعي أتحلف أنت ثم قال المدعى عليه أنا أحلف له ذلك وهو الأظهر هذا لفظ البحر

ثم قال شريح وإذا قلنا يكتفى برد المدعى عليه فلو قال رددت إن شاء فهل يصح الرد وجهان حكاهما جدي كما لو قال بعتك هذا المال إن شئت

قلت ولم ار هذين الوجهين في البحر كل هذا مما يدل على أن جده ليس هو صاحب البحر ولو كان ما ينقله شريح في هذا الموضع من البحر لنقل زيادات هنا في البحر ليست في كتاب شريح

لو قال البائع نقدني المشترى ثمن هذه الدار فلم أقبضه ووصل به كلامه ففي قبوله وجهان ولو قال أعطاني الثمن فلم أقبضه

فقيل كما لو قال نقدني وقيل يقبل وجها واحدا

لو أعتق عبدا ثم أقر أنه قبض منه ألفا قبل عتقه وقال العبد بعده فالقول قول المولى وفيه وجه

ولو قطع يده وأعتقه وقال قطعته وهو عبد فقال العبد بل وأنا حر فهل القول قول السيد أو العبد وجهان حكاهما جدي

إذا أراد المسافرة بامرأته فأقرت بدين فللمقر له حبسها ولا يقبل قول الزوج إن قصدها منع المسافرة فإن أقام الزوج بينه أن إقرارها كان قصدا إلى منع المسافرة فهل يقبل وجهان

أقر رجل أنه وجد ثوبه في دار فلان فأخذه وقال صاحب الدار الثوب لي أمر برد الثوب على صاحب الدار إلى أن يقيم البينة على أنه له وقيل لا يؤمر برده لاحتمال أنه له وكذا لو قال أخذت دهنا في قارورة فلان فعلى وجهين

801 شرفشاه بن ملكداد

تفقه بالنظامية ببغداد حتى برع وصار من أنظر الفقهاء ثم سافر إلى محمد بن يحيى إلى نيسابور وأقام بها يدرس ويفتي وله تعليقه في الخلاف في سفرين

توفي بنيسابور في سنة ست وأربعين وخمسمائة

802 شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسره ابن خشد كان بن رينويه بن خسره بن ورداد بن ديلم بن الدياس بن لشكري ابن داجي بن كبوس بن عبد الرحمن بن عبد الله بن صاحب رسول الله الضحاك بن فيروز الديلمي أبو منصور بن المحدث المؤرخ أبي شجاع الهمذاني

قال ابن السمعاني كان حافظا عارفا بالحديث فهما عارفا بالأدب ظريفا خفيفا لازما مسجده متبعا أثر والده في كتابه الحديث وسماعه وطلبه رحل إلى أصبهان مع والده ثم إلى بغداد

سمع أباه وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله ومكى بن منصور الكرجي وحمد بن نصر الأعمش وفيد بن عبد الله الشعراني وأبا بكر أحمد بن محمد بن زنجويه وله إجازة من أبي بكر بن خلف الشيرازي وأبي منصور بن الحسين المقومي

روى عنه ابنه أبو مسلم أحمد وأبو سهل عبد السلام السرقولي وطائفة

مات في رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة

803 شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسره الحافظ أبو شجاع الديلمي

مؤرخ همذان ومصنف كتاب الفردوس

ولد سنة خمس وأربعين وأربعمائة

وسمع أبا الفضل محمد بن عثمان القومساني ويوسف بن محمد بن يوسف المستملي وأبا الفرج علي بن محمد بن علي الجريري البجلي وأحمد بن عيسى بن عباد الدينوري وأبا منصور عبد الباقي بن علي العطار وأبا القاسم بن البسري وأبا عمرو بن مندة وغيرهم ببلاد كثيرة

روى عنه ابنه شهردار ومحمد بن الفضل الإسفرايني وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ وأبو موسى المديني وآخرون

وكان يلقب إلكيا

مات في تاسع شهر رجب سنة تسع وخمسمائة

804 صالح بن الحسين بن محمد بن دوذين أبو منصور البروجردي

قال ابن السمعاني فقيه صالح من أهل بروجرد سمع ببغداد أبا أحمد عبيد الله بن محمد ابن أبي مسلم الفرضي

سمع منه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي

ذكره ابن باطيش

805 صدقة بن الحسين بن أحمد بن محمد بن وزير أبو حسن الواعظ

كان والده من المتقدمين في الدنيا بواسط وترك هو ما كان عليه والده وأهله وطلب العلم وتزهد وسلك طريق الفقر والتجريد وأكل الجشب ومجاهدة النفس

وسمع الحديث من أبي الوقت السجزي وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وخلق كثير

وكان يعرف التفسير والفقه والأدب وحدث باليسير وله شعر جيد

توفي في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وخمسمائة

806 الضحاك بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبد القاهر أبو المعالي الشيباني بن الكيال

المتكلم على مذهب الأشعري

توفي سنة ست وسبعين وخمسمائة وكان مولده سنة خمسمائة

807 طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير أبو الفتح بن أبي طاهر بن أبي سعيد الميهني الصوفي

من بيت التصوف والمشيخة وكان هو ذا قدم راسخ في التصوف وسافرالكثير ولقي الشيوخ

سمع جده فضل الله والأستاذ ابا القاسم القشيري وأبا الغنائم بن المأمون وأبا الحسين ابن النقور وخلقا سواهم

روىعنه أبو الفتيان الرواسي وغيره

توفي سنة ثنتين وخمسمائة

قال طاهر هذا أنبأنا جدي سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أبا سهل الصعلوكي يقول الإعراض ترك الاعتراض

وقال طاهر أيضا أخبرنا أبو علي الحسن بن غالب ببغداد سمعت أبا القاسم عيسى بن

علي بن عيسى الوزير يقول كان ابن مجاهد يوما عند أبي فقيل له الشبلي على الباب فقال يدخل فقال ابن مجاهد سأسكته الساعة بين يديك وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه موضعا فلما جلس قال ابن مجاهد يا أبا بكر أين في العلم إفسادا ما ينتفع به فقال له الشبلي فأين في العلم ‏{‏فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ‏}‏ فسكت ابن مجاهد فقال له أبي أردت أن تسكت أبا بكر فأسكتك

ثم قال له الشبلي لقد أجمع الناس أنك مقرئ الوقت أين في القرآن الحبيب لا يعذب حبيبه فسكت ابن مجاهد فقال أبي قل يا أبا بكر فقال قوله تعالى ‏{‏وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم‏}‏ فقال ابن مجاهد كأني ما سمعتها قط

808 طاهر بن محمد بن طاهر بن سعيد البروجردي أبو المظفر القاضي

تفقه على أبي إسحاق الشيرازي وسمع من ابن هزارمرد وابن النقور وغيرهما ثم انتقل إلى مكة وسكنها وولى قضاءها وأقام بها إلى حين وفاته

مولده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ببروجرد

وذكر أبو المظفر محمد بن علي بن الحسين الطبري المكي أبا المظفر طاهر بن محمد البروجردى وقال أقام بمكة ثم رحل عنها قاصدا العراق فمات في الطريق سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وذكر أنه كان فاضلا عالما بالحديث والأدب والنحو والشعر

809 طاهر بن مهدي بن طاهر بن علي بن نصر أبو مضر الطبري

ولد بنيسابور سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ومات بمرو في صفر سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة

810 طاهر بن يحيى بن أبي الخير العمراني الفقيه ابن صاحب البيان

ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة

كان فقيها فصيحا تفقه بأبيه وخلفه في حلقته وجاور بمكة لماوقعت فتنة ابن مهدي باليمن وسمع بها من أبي علي الحسن بن علي بن الحسن الأنصاري وأبي حفص الميانشي وعبد الدائم العسقلاني وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي مشيرح الحضرمي المقرىء ووصلته إجازات جيدة من يحيى بن سعدون الأزدي وخطيب الموصل

ثم توجه إلى اليمن فظفر به ابن مهدي قبل دخوله زبيد فأحضره وأحضر القاضي محمد بن أبي بكر المدحدح وكان حنفيا فتناظر بين يديه مرارا فقطعه طاهر وولاه فضلان وذي جبلة من سنة سبع وستين إلى بعض أيام شمس الدولة

وله مصنفات حسنة وكلام جيد يشعر بغزارة في العلم والفضل ولما نبغ في اليمن أبو بكر العبسي وكان فقيها أديبا لا يرى جواز طلاق التنافي ولا مسألة العينة وشدد في إنكارهما ونظم قصيدتين فيهما صنف طاهر في الرد عليه كتاب الاحتجاج الشافي على المعاند في طلاق التنافي

وكانت القصيدتان قد اشتهرتا واستهوتا كثيرا من الناس فلما ردهما طاهر حصل الانكفاف برده ومن إحدى القصيدتين

طلاق التنافي قد نفى الحق طاهر ** وإني له والله يشهد لي أنفى

إذا طلق الزوج المكلف زوجه ** وليس بمجبور ثلاثا فقد أوفى

وليست حلالا دون تنكح غيره ** بشرط كتاب الله ما قلته حيفا

نصحح شرط الله دون أشتراطكم ** وننفيه نفيا ثم نصرفه صرفا

فكل اشتراط ليس في الشرع باطل ** وشرط كتاب الله حق فلا يخفى

ولا ينتفى حكم الطلاق بحيلة ** وحيلتكم فيه أحق بأن تنفى

منها

تحلونها فيه وتحريمها به ** فصارت بما بانت محبسه وقفا

فأين يقول الله وقف نسائكم ** وتصحيح ما قلتم فنعرفه عرفا

لئن كان للتدقيق هذا فتركه ** من الفرض والتحقيق والأوضح الأصفي

فكم من أناس دققوا فتزندقوا ** فصاروا به عن علم فهم على الإشفا

ومنها

فأبطل بها من حيلة مستحيلة ** وأعظم بحكم صار من أجلكم حتفا

وأعظم بها من فتنة ومصيبة ** لها تذرف العينان في دمعها ذرفا

ومن قصيدته في إبطال العينة

الحق أضحى غريبا ليس يفتقد ** فكل من قاله في الناس يضطهد

لا يقبل الناس قول الحق من أحد ** حتى يموت ويفنى الكبر والحسد

ما كل قول لأهل العلم منتفع ** به ولا كل قول منهم زبد

هم هم خير من فيها إذا صلحوا ** وشر داء من الأدوا إذا فسدوا

فمنهم كل معروف وصالحة ** ومنهم تفسد الأقطار والبلد

فما شقت أمة إلا بشقوتهم ** يوما ولا سعدت إلا إذا سعدوا

أضحى الربا قد فشا من أجل حيلتهم ** في كل أرض سوى أرض بها فقدوا

والله حرم معناه وباطنه ** ومالهم فيه برهان ولا سند

يا بائعا ثوبه حتى يعاد له ** أليس يعلم هذا الواحد الصمد

سبحانه من حليم بعد قدرته ** وعالم ما أرادوه وما قصدوا

هل قال هذا رسول الله ويحكم ** أو قال ذلك من أصحابه أحد

أم غالب عنهم دقيق العلم دونكم ** أم في اكتساب حلال الربح قد زهدوا

وفي القصيدتين طول وفيما ذكرته منهما كفاية

مات طاهر وترك ولدين محمدا وأسعد

وكانت وفاته في سنة سبع وثمانين وخمسمائة

811 طلحة بن الحسين بن محمد بن الحسين بن طلحة أبو محمد الإسفرايني ‏.‏ ‏.‏

812 عامر بن دعش بن حصن بن دعش أبو محمد الأنصاري

من أهل السويداء من حوران الأرض المشهورة بالشام

رحل إلى بغداد وتفقه على الغزالي وسمع من طراد وغيره روى عنه الحافظ

مولده سنة خمسين وأربعمائة ومات سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة

813 عبد الله بن أحمد بن الحسن بن طاهر ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏

814 عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القادر بن هشام الخطيب أبو الفضل بن أبي نصر الطوسي ثم البغدادي

خطيب الموصل

ولد في صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة

وسمع حضورا من طراد الزينبي وأبي عبد الله بن طلحة النعالي وسمع من ابن البطر والطريثيثي وجعفر السراج وأبي علي الحداد وأبي غالب بن الباقلاني وجماعة تفرد بالرواية عن أكثرهم

روى عنه أبو سعد بن السمعاني وعبد القادر الرهاوي وأبو محمد بن قدامة والبهاء عبد الرحمن والقاضي أبو المحاسن يوسف بن شداد وآخرون

وتفقه على إلكيا الهراسي وأبي بكر الشاشي وقرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي وأبي محمد الحريري

والفرائض والحساب على الحسين الشقاق

وخرج لنفسه المشيخة المشهورة

ومن شعره

لما رآني ولدي مدنفا ** مقلقل الأحشاء مسكينا

قال أبن لي ما الذي تشتكي ** قلت له أشكو الثمانينا

815 عبد الله بن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله الهمداني

تفقه بأبي بكر المخائي وزيد اليفاعي ورحل إلى ابن عبدويه فقرأ عليه

وكان يسكن زبران من بادية الجند وبها مات سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ترجمه المطري

816 عبد الله بن أسعد بن علي بن مهذب الدين ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏

817 عبد الله بن بري بن عبد الجبار المقدسي الإمام أبو محمد النحوي اللغوي

نزيل القاهرة

ولد في رجب سنة تسع وتسعين وأربعمائة

وقرأ الأدب على الإمام أبي بكر محمد بن عبد الملك النحوي وسمع من أبي صادق المديني وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي وأبي العباس بن الحطية وغيرهم

روى عنه ابن الجميزي وابن المفضل والوجيه القوصي والزاهد أبو العباس أحمد ابن علي بن محمد القسطلاني وخلق

وكان إماما مقدما في النحو واللغة تصدر بجامع مصر للإقراء في العربية وتخرج به جمع كثير

قلت رحلت إليه الطلبة وله حواش مفيدة على صحاح الجوهري وله أيضا جواب المسائل العشر التي سأل عنها ملك النحاة ومقدمة سماها اللباب

قال جمال الدين القفطي كان عالما بكتاب سيبويه وعلله قيما باللغة وشواهدها وكان إليه التصفح في ديوان الإنشاء لا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملوك النواحي إلا بعد أن يتصفحه

قلت كانت هذه عادة الخلفاء والملوك إذا صدر عنهم تصفحه إمام من أئمة اللسان وكان القاضي الفاضل يتصفح الكتب التي يكتبها العماد الكاتب ومن كان دونه وكانوا يستعظمون صدور كتاب عن السلطان غير معروض على أئمة اللسان وأئمة الفتوى

قال القفطي وكان ابن بري ينسب إلى الغفلة الغريبة ويحكى عنه حكايات

وقال الموفق عبد اللطيف كان ابن بري شيخا محققا صحفيا ساذج الطباع أبله في أمور الدنيا مبارك الصحبة ميمون الطلعة وفيه تغفل عجيب يستبعد من سمعه أن يجتمع في رجل متقن للعلم

توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة

818 عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم القزويني أبو القاسم

سافر إلى خراسان وتفقه على أئمتها

وسمع الحديث بنيسابور من أبي عبد الله الفراوي وغيره وبمرو من يوسف بن أيوب الهمذاني وعاد إلى همذان فاستوطنها وحدث بصحيح مسلم وجمع أربعين حديثا

توفي بهمذان سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة

819 عبد الله بن الخضر بن الحسين الفقيه أبو البركات بن الشيرجي الموصلي

كان إماما مقدما مناظرا انتفع به جماعة

سمع أبا بكر الأنصاري وأبا منصور الشيباني وجماعة

روى عنه القاضي بهاء الدين بن شداد ومحمد بن علوان الفقيه وغيرهما

وكان زاهدا متقشفا

مات في جمادى الأولى سنة أربع وسبعين وخمسمائة

820 عبد الله بن رفاعة بن غدير بن علي بن أبي عمر الذيال بن ثابت بن نعيم أبو محمد السعدي القاضي المصري

ولد في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة ولزم القاضي الخلعي فتفقه عليه وسمع منه الكثير وهو آخر من عنه بسيرة ابن هشام التي وقعت لنا من طريقه وبغيرها

روى عنه محمد بن عبد الرحمن المسعودي وأبو الجود المقرىء وعبد القوي بن الجباب وصنيعة الملك هبة الله بن حيدرة ومحمد بن عماد وابن صباح وآخرون وكان فقيها فرضيا حيسوبا دينا ورعا

ولى القضاء بمصر بالجيزة مدة ثم استعفى فأعفي واشتغل بالعبادة إلى أن توفي في ذي القعدة سنة إحدى وستين وخمسمائة

821 عبد الله بن عبد الرزاق بن حسن بن زاهر

قال المطري سمع عبد الملك بن أبي ميسرة وتفقه بأبي بكر بن جعفر المخائي وكان يدرس بجامع ذي أشرق وعليه دارت الفتيا في أيامه وبه وتفقه أبو بكر بن سالم

مات سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وله ست وستون سنة

822 عبد الله بن علي بن سعيد أبو محمد القصري الفقيه

قال الحافظ في التاريخ تفقه ببغداد وأدرك أبا بكر الشاشي وإلكيا وعلق المذهب والخلاف والأصولين على الشيخ أسعد الميهني وأبي الفتح بن برهان وأبي عبد الله القيرواني

وسمع الحديث من أبي القاسم بن بيان الرزاز وأبي علي بن نبهان وأبي طالب الزينبي وأقام بالعراق مدة ثم قدم دمشق وحلق في المسجد الجامع مدة وكان نظارا جيدا

ثم انتقل إلى حلب ليفقه أهلها فأقام بها إلى أن مات سمعت درسه

قال وتوفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بحلب

وقال ابن السمعاني في الأنساب توفي سنة سبع أو ثمان وثلاثين وخمسمائة

823 عبد الله بن عمر بن محمد بن الحسين بن علي أبو القاسم بن الظريف

من أهل بلخ وكان مدرس النظامية بها

مولده سنة اثنتين وخمسمائة ولم أعلم تاريخ وفاته

824 عبد الله بن القاسم بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري أبو القاسم

كان فقيها متميزا مات بالموصل في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمسمائة

ترجمه ابن باطيش

825 عبد الله بن القاسم بن مظفر بن علي الشهرزوري أبو محمد المرتضى

ولد في سادس شعبان سنة خمس وستين وأربعمائة ومات بالموصل ليلة الخميس لتسع بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وخمسمائة

826 عبد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الفقيه أبو محمد بن فخر الإسلام الشاشي

مولده سنة إحدى وثمانين وأربعمائة

تفقه على أبيه وبرع مذهبا وخلافا وأفتى وناظر ووعظ الناس وسمع الحديث من الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وممن في طبقته وحدث باليسير

وله شعر حسن من ذلك ما ذكره وقد حضر يوما آخر النهار في المدرسة التاجية ببغداد للوعظ وكان يوما مغيما فأنشد ارتجالا لنفسه

قضية أعجب بها قضيه ** جلوسنا الليلة في التاجيه

والجو في حليته الفضيه ** صقالها قعقعة الرعديه

أعلامها شعشعة برقيه ** تنثر من أردانها العطرية

ذائب تبر ينشر البريه ** والشمس تبدو تارة خفيه

ثم تراها مرة جليه ** كأنها جارية حييه

حتى إذا حانت لنا العشيه ** قصت لباس الغيم بالكليه

وأسفرت في الجهة الغربيه ** صفراء في محلفة ورسيه

كرامة أعرفها شاشيه **

وتوفي في المحرم سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ودفن على أبيه

827 عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن المعلم أبو القاسم العكبري الأديب

تفقه على الشيخ أبي إسحاق وسمع الحديث من جماعة وصنف الانتصار لحمزة الزيات فيما نسبه إليه ابن قتيبة في مشكل القرآن

وله شعر جيد

توفي سنة ست عشرة وخمسمائة

828 عبد الله بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الفقيه أبو المظفر بن عساكر

أخو زين الأمناء

ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة

وتفقه على القطب النيسابوري وغيره و سمع من عميه الحافظ والصائن هبة الله وحدث بمصر ودمشق وغيرهما ودرس بدمشق بالتقوية وكان أحد الفقهاء المناظرين وجمع أربعين حديثا

قتل غيله بظاهر القاهرة في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

829 عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن علي الميانجي أبو المعالي بن أبي بكر

من أهل خراسان يعرف بعين القضاة

قال فيه ابن السمعاني أحد فضلاء العصر ومن به يضرب المثل في الذكاء الفضل كان فقيها فاضلا شاعرا مفلقا رقيق الشعر وكان يميل إلى الصوفية ويحفظ من كلامهم وإشاراتهم ما لا يدخل تحت الوصف صنف في فنون من العلم وكان حسن الكلام والجمع فيها

قال وكان الناس يعتقدونه ويتبركون به وظهر له القبول التام عند الخاص والعام حتى حسد وأصابته عين الكمال وكان العزيز يعتقد فيه اعتقادا خارجا عن الحد ولا يخالفه فيما يشير به وكانت بينه وبين أبي القاسم الوزير منافسة فلما نكب العزيز قصده الوزير وكتب عليه محضرا والتقط من أثناء تصانيفه ألفاظا شنيعة تنبو عن الأسماع ويحتاج من كشفها إلى المراجعة لقائلها فكتب جماعة من العلماء خطوطهم بإباحة دمه نسأل الله الحفظ في إطلاق القلم بما يتعلق بالدماء من غير بحث والمسارعة إلى الفتوى بالقتل فقبض عليه أبو القاسم وحمل إلى بغداد مقيدا ورأيت رسالته التي كتبها من بغداد إلى أصحابه وإخوانه بهمذان التي لو قرئت على الصخور لانصدعت من الرقة والسلاسة فرد إلى همذان وصلب

قلت ثم ذكر ابن السمعاني قطعة صالحة من رسالته أعجبني منها هذا البيت

أسجنا وقيدا واشتياقا وغربة ** ونأى حبيب إن ذا لعظيم

ثم قال صلب عين القضاة أبو المعالي ظلما ببلدة همذان ليلة الأربعاء السابع من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وخمسمائة

قال وسمعت أبا القاسم محمود بن أحمد الروياني بأندرابه يقول لما قرب قتل عين القضاة وقدم إلى الخشبة ليصلب قال ‏{‏وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ‏}

830 عبد الله بن محمد بن علي بن أبي عقامة أبو الفتوح القاضي

صاحب كتاب الخناثي أكثر عنه النقل صاحب البيان

قال النووي وهو من فضلاء أصحابنا المتأخرين له مصنفات حسنة من أغربها وأنفسها كتاب الخناثي مجلد لطيف فيه نفائس حسنة ولم يسبق إلى تصنيف مثله انتهى

وابن أبي عقامة تغلبي ربعي بغدادي ثم يمني

تفقه على جده أبي الحسن علي وعلى أبي الغنائم الفارقي وذكره عمر بن علي بن سمرة الجعفري اليمني في كتاب طبقات فقهاء اليمن قال ابن سمرة وفضائل بني أبي عقامة مشهورة وهم الذين نشر الله بهم مذهب الشافعي رضي الله عنه في تهامة وقدماؤهم جهروا بالبسملة في الجمعة والجماعات ونسبهم في بني الأرقم من تغلب بن ربيعة

قلت وقد ذكر الرافعي أبا الفتوح في كتاب الديات في الكلام على قطع حلمة المرأة

ومن فوائد أبي الفتوح قال في كتاب الخناثي إذا عقد النكاح بشهادة خنثيين ثم بانا رجلين احتمل أن يكون في انعقاده وجهان بناء على مالو صلى رجل خلف الخنثي فبان رجلا

قال النووي والانعقاد هنا هو الأصح لأن عدم جزم النية يؤثر في الصلاة

831 عبد الله بن محمد بن غالب أبو محمد الجيلي

تفقه ببغداد على إلكيا ثم انتقل إلى الأنبار واستوطنها ومات بها سنة ستين وخمسمائة

832 عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله أبو الفتح البيضاوي

مولده سنة تسع وخمسين وأربعمائة ومات سنة سبع وثلاثين وخمسمائة

833 عبد الله بن محمد بن المظفر بن علي أبو محمد بن أبي بكر المتولي الهاجري البغوي

تفقه على البغوي

834 عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن المطهر بن أبي عصرون ابن أبي السري

القاضي الإمام أبو سعد التميمي الموصلي قاضي القضاة الشيخ شرف الدين

نزيل دمشق وقاضي القضاة بها وعالمها ورئيسها

مولده في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة

تفقه أولا على القاضي المرتضى ابن الشهرزوري وأبي عبد الله الحسين بن خميس الموصلي وتلقن على المسلم السروجي

وقرأ ببغداد بالسبع على أبي عبد الله الحسين بن محمد البارع وبالعشر على أبي بكر المزرقي ودعوان وسبط الخياط

وتوجه إلى واسط فتفقه بها على القاضي أبي علي الفارقي ولازمه وعرف به وعلق ببغداد عن أسعد الميهني وأخذ الأصول عن أبي الفتح بن برهان وسمع من أبي القاسم ابن الحصين وأبي البركات ابن البخاري وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وسمع قديما في سنة ثمان وخمسمائة من أبي الحسن بن طوق

روى عنه أبو القاسم بن صصري وأبو نصر ابن الشيرازي وأبو محمد بن قدامة وخلق آخرهم موتا العماد أبو بكر عبد الله بن النحاس وعاد من بغداد إلى بلده الموصل بعلم كثير فدرس بالموصل سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ثم أقام بسنجار مدة ودخل حلب في سنة خمس وأربعين ودرس بها وأقبل عليه صاحبها إذ ذاك الملك نور الدين الشهيد فلما انتقل إلى دمشق سنة تسع وأربعين استصحبه معه ودرس بالغزالية وولى نظر الأوقاف ثم ارتحل إلى حلب ثم ولى قضاء سنجار وحران وديار ربيعة وتفقه عليه هناك خلائق ثم عاد إلى دمشق في سنة سبعين فولى بها القضاء سنة ثلاث وسبعين وعظمت رياسته ومكانته ونفذت كلمته وألقى بها عصا السفر واستقر مستوطنا

وكان من أعيان الأمة وأعلامها عارفا بالمذهب والأصول والخلاف مشارا إليه في تحقيقات الفقه دينا خيرا متواضعا سعيد الطلعة ميمون النقيبة ملأ البلاد تصانيف وتلامذة وعنه أخذ الفقه شيخ الإسلام فخر الدين ابن عساكر وغيره وبنى له الملك نور الدين المدارس بحلب وحماة وحمص وبعلبك وبنى هو لنفسه مدرستين بدمشق وبحلب

ومن تصانيفه صفوة المذهب على نهاية المطلب في سبع مجلدات وكتاب الانتصار في أربع مجلدات وكتاب المرشد في مجلدين وكتاب الذريعة في معرفة الشريعة وكتاب التيسير في الخلاف وكتاب مأخذ النظر ومختصر في الفرائض وله كتاب الإرشاد في نصرة المذهب لم يكمله وذهب فيما نهب له بحلب وله أيضا فوائد المذهب والتنبيه في معرفة الأحكام وكتاب الموافق والمخالف مذعنا لدينه وورعه وسعة علمه وكثرة رياسته وسؤدده

قال شيخنا الذهبي وقد سئل عنه الشيخ الموفق فقال كان إمام أصحاب الشافعي في عصره وكان يذكر الدرس في زاوية الدولعي ويصلي صلاة حسنة ويتم الركوع والسجود ثم تولى القضاء في آخر عمره وعمي وسمعنا درسه مع أخي أبي عمر وانقطعنا عنه فسمعت أخي يقول دخلت عليه بعد انقطاعنا فقال لم انقطعتم عني فقلت إن أناسا يقولون إنك أشعري فقال والله ما أنا بأشعري هذا معنى الحكاية

انتهى كلام الذهبي نقلته من خطه وأخشى أن تكون الحكاية موضوعة للقطع بأن ابن أبي عصرون أشعري العقيدة وغلبة الظن بأن أبا عمر لا يجتريء أن يذكر هذا القول ولا أحد يتجرأ في ذلك الزمان على إنكار مذهب الأشعري لأنه جادة الطريق ولا أظن أن ابن أبي عصرون يفتخر إذ ذاك بهما ويعاتبهما على الانقطاع وليس في الحكاية من قوله فسمعت أخي إلى آخرها ما يقرب عندي صحته غير أنهما انقطعا عنه لكونه مخالفا لهما في العقيدة والله يعلم سبب الانقطاع

وكان الموفق وأبو عمر من أهل العلم والدين لا ننكر ذلك ولا ندفعه وإنما ننكر وندفع من شيخنا تعرضه كل وقت لذكر العقائد وفتحه لأبواب مقفلة وكلامه فيما لا يدريه وكان السكوت عن مثل هذا خيرا له في قبره وآخرته ولكن إذا أراد الله أمرا بلغه

ويقال إن القاضي ابن أبي عصرون لما عمي استمر على القضاء وصنف في جواز قضاء الأعمى

ومن شعره

أومل أن أحيا وفي كل ساعة ** تمر بي الموتى تهز نعوشها

وما أنا إلا منهم غير أن لي ** بقايا ليال في الزمان أعيشها

ومن شعره

كل جمع إلى الشتات يصير ** أي صفو ما شانه تكدير

أنت في اللهو والأماني مقيم ** والمنايا في كل وقت تسير

والذي غره بلوغ الأماني ** بسراب وخلب مغرور

ويك يا نفس أخلصي إن ربي ** بالذي أخفت الصدور بصير

ذكر فوائد ومسائل عن ابن أبي عصرون

قال النووي في شرح المهذب نقل الجويني في الفروق نص الشافعي على أن الجماعة إذا اغتسلوا في قلتين لا يصير مستعملا وصرح به خلائق وإنما نبهت عليه لأن في الانتصار لابن أبي عصرون أنه لو اغتسل جماعة في ماء لو فرق على قدر كفايتهم استوعبوه أو ظهر تغيره لو خالفه صار مستعملا في أصح الوجهين وهذا شاذ منكر ونحوه نقل صاحب البيان عن الشامل أنه لو انغمس جنب في قلتين أو أدخل يده فيه بنية غسل الجنابة ففيه وجهان وهذا غلط من صاحب البيان ولم يذكر صاحب الشامل هذا وإنما في عبارته بعض الخفاء فأوقع صاحب البيان

ثم بين النووي رحمه الله الحامل لصاحب البيان على الغلط ولم يزد ابن الرفعة على أن نصر مقالة ابن أبي عصرون بالبحث لا بالنقل في حالة انغماسهم دفعة واحدة بنيه رفع الجنابة قال لأنا نقدر أن مالاقي كل واحد منهم من الماء كالمنفصل عن باقيه الذي لاقى غيره على القول الأصح فيما إذا انغمسوا دفعة واحدة في الماء القليل فلذلك جعل مستعملا حتى لا يحصل به تطهير باقي بدن كل منهم وإن كان الواحد يطهر جميع بدنه وإذا كان كذلك اتجه القول بمثله في القلتين فيكون الصحيح أنه لا يطهر باقي أبدانهم ويأتي فيه وجه مستمد من تقدير عدم الانفصال وتنزيله منزلة الاتصال

قلت والبحث جيد ورأيت الجويني نفسه في كتابه التبصرة قال فيما إذا كان الماء قلتين والاحتياط أن تغترف منه فيحصل لك الغسل بالإجماع فإن انغمست فيه ففي صحة الغسل خلاف بين مشايخنا هذا كلامه وفيه تأييد لابن أبي عصرون وابن أبي عصرون إنما تلقى ما ذكره من شيخه القاضي أبي علي الفارقي فإنه جزم بهذا الشاذ المنكر ولعل أصله ما وقع في كتاب التبصرة

ذهب أبو إسحاق إلى حل وطء الراهن للجارية المرهونة إذا كانت ممن لا تحبل وخالفه ابن أبي هريرة وهو المصحح في المذهب وقيد ابن أبي عصرون محل الخلاف بمن لها تسع سنين فما زاد أما من دونها قال فيجوز وطؤها إذا لم يضر بها قطعا

قال الوالد في تكملة شرح المهذب وهو فقه من عند نفسه وليس نقلا قال وهو جيد

قلت أما إنه تفقه وليس منقولا فالأمر كذلك فقد تصفحت كتب المذهب فلم أر من قيد الخلاف بل كلهم مصرح حتى الشيخ أبو حامد في تعليقته في بابي الرهن والاستبراء صرح بأنه لافرق بين من لا تحبل لصغر أو إياس أو غير ذلك وإنما نصصت على الشيخ أبي حامد لأن بعض الناس قال إنه وجد في باب الاستبراء من تعليقته ما نصه إن الاستمتاع بالمرهونة حلال لأن له أن يقبلها أو يلمسها بشهوة حتى قال أصحابنا إن كان صغيرة لا يحمل مثلها فله أن يطأها

انتهى

فكشفت تعليقه الشيخ أبي حامد من خزانة الناصرية بدمشق ومن نسخه الشيخ فخر الدين المصري وكلاهما قديم فلم أجد في باب الاستبراء من نسخة الناصرية إلا ما نصه ألا ترى أن من أصحابنا من قال إن المرهونة إذا كانت ممن لا تحبل صغيرة أو كبيرة جاز للراهن وطؤها انتهى

وكذا في نسخة الفخر المصري سواء بسواء وهي نسخة قديمة في بعض مجلداتها تعليقة البندنيجي عن الشيخ أبي حامد وبعضها بخط سليم

ومراده قول أبي إسحاق قطعا بل الذي في تعليقة الشيخ أبي حامد في باب الرهن أنه وضع الوجهين في الاستخدام فقال في وجه لا يستخدمها مخافة أن يطأ وفي وجه يستخدمها ولا يضر الوطء إذا بعد حبلها ولم يقل إذا تعذر هذا ما فيه ملخصا

اختلاف حرفي الإمام والمأموم قال في الانتصار ولا تبطل الصلاة باختلاف حرفي الإمام والمأموم على أصح الوجهين لأن الجميع قرآن انتهى

وهو كلام مظلم لا يهتدي إليه فلا يقول أحد من المسلمين فيما أحسب باشتراط توافق حرفي الإمام والمأموم بل إذا كان كل حرف منهما متواترا بالقراءات العشر صح اقتداء أحدهما بالآخر إجماعا فيما لا أشك فيه فلعل محل الوجهين إن صح لهما وجود فيما إذا كان كل واحد لا يرى القراءة بحرف الآخر أو قرأ أحدهما بالشاذ المغير للمعنى ومسألة الشاذ معروفة

835 عبد الله بن محمد بن أبي سالم القريضي الفقيه

ولد في رمضان سنة ثمانين وأربعمائة وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وخمسمائة ذكره المطري

836 عبد الله بن ميمون بن عبد الله القاضي أبو محمد المالكاني الكوفني

وكوفن بضم الكاف وسكون الواو ثم النون بليدة صغيرة من أبيورد

قال ابن السمعاني كان فقيها فاضلا مبرزا له باع طويل في المناظرة والجدل ومعرفة تامة بهما تفقه على الإمام والدي وسمع الحديث معه ومنه سمع بنيسابور عبد الغفار بن محمد الشيروي وغيره سمعت منه حديثا واحدا

ولد في حدود سنة تسعين وأربعمائة

قال ابن باطيش ومات بأبيورد ليلة الإثنين من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة

837 عبد الله بن نصر بن عبد العزيز المرندي أبو محمد الخطيب

قال ابن السمعاني أقام بمرو مدة وكانت له يد باسطة في اللغة وسرعة النظم والنثر مع الجودة فيهما وله الخط الحسن المليح

قال ببغداد مدة في المدرسة زمن أسعد بن أبي نصر الميهني ثم سكن مرو قريبا من خمس عشرة سنة وخرج إلى مرو الروذ وأقام بها شيئا يسيرا ومات بها يوم عاشوراء سنة إحدى وأربعين وخمسمائة

838 عبد الله بن يحيى بن محمد بن بهلول الأندلسي أبو محمد السرقسطي

وسرقسطة بفتح السين والراء المهملتين وضم القاف وبعدها سين أخرى ساكنة وفي آخرها الطاء المهملة بلدة من بلاد الأندلس

كان فقيها فاضلا مليح الشعر قدم بغداد ثم خرج إلى خراسان وورد مرو ثم استوطن مرو الروذ إلى أن توفي سنة عشر وخمسمائة

839 عبد الله بن يحيى بن أبي الهيثم بن عبد السميع الصعبي

كان إماما فاضلا ورعا زاهدا من أهل اليمن من أقران صاحب البيان وكان صاحب البيان يعظمه ويقول عبد الله بن يحيى شيخ الشيوخ

ومن تصانيفه احترازات المهذب والتعريف في الفقه

قال ابن سمرة كان الصعبي وصاحب البيان متصاحبين يتزاوران قال وروى أن ناسا ضربوا الصعبي بالسيوف فلم تقطع سيوفهم فيه فسئل عن ذلك فقال كنت أقرأ سورة يس

قال ابن سمرة والمشهور أن الصعبي قال وقد سئل عن ذلك كنت أقرأ ‏{‏وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ‏}‏ ‏{‏فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ‏}‏ ‏{‏وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ‏}‏ ‏{‏وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‏}‏ ‏{‏إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ‏}‏ ‏{‏إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ‏}‏ إلى آخر السورة

قال وكان الصعبي يقول كنت خرجت يوما مع جماعة فرأينا ذئبا يلاعب شاة عجفاء ولا يضرها بشيء فلما دنونا نفر عنها الذئب فوجدنا في رقبة الشاة كتابا مربوطا فحللناه فقرأنا فيه هذه الآيات

مات الصعبي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وهو ابن ثمان وسبعين سنة وكان يقول لأصحابه لئن بلغت الثمانين لأصنعن الضيافة وقيل إنه جاوز الثمانين وحضر صاحب البيان جنازته وشهد دفنه

840 عبد الله بن يزيد بن عبد الله اللعفي الحرازي

قال المطري فقيه محرر له تصنيف يسمى السبع الوظائف في أصول الدين على مذهب السلف

مات بعد الخمسمائة

841 عبد الله بن يزيد القسيمي المعروف بالميتمي الفقيه

قال المطري روى كتاب بدائع الحكم والآداب في الحديث

توفي سنة ست وعشرين وخمسمائة

842 عبد الله بن يوسف بن عبد القادر أبو المظفر

من أذربيجان

تفقه ببغداد على المجير البغدادي ومحمد بن أبي علي النوقاني وتولى إعادة النظامية

843 عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران الإمام أبو حامد القزويني

رحل إلى نيسابور

وتفقه على محمد بن يحيى وتفقه ببغداد على أبي المحاسن يوسف بن بندار الدمشقي وسمع من أبي الفضل الأرموي وابن ناصر الحافظ وجماعة وحدث بقزوين

سمع منه الإمام أبو القاسم الرافعي وغيره

توفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة

844 عبد الباقي بن محمد بن عبد الواحد الغزالي الفقيه أبو منصور

تفقه على إلكيا الهراسي وسمع الحديث من أبي الغنائم بن المأمون وغيره

روى عنه السلفي

مات في رجب سنة ثلاث عشرة وخمسمائة

845 عبد الجبار بن عبد الجبار بن محمد بن ثابت بن أحمد أبو أحمد الثابتي الخرقي

من أهل مرو وخرق بفتح الخاء المعجمة والراء ثم القاف من قراها ولد بها في الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وأربعمائة

قال ابن السمعاني في التحبير كان فقيها فاضلا تفقه على والدي ولازمه وقرأ المذهب على إبراهيم المروروذي ثم اشتغل بالحساب والمقدمات وحصل بهما طرفا صالحا وجاوزهما إلى العلوم المهجورة من الفلسفة وغيرها وكان حسن الصلاة نظيف الثياب اشتغل بالحديث مدة وسمع الكثير وجمع تاريخا غير مسند ذكر فيه أحوال المحدثين والعلماء أستحسنه

سمع والدي وعمه الإمام أبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن ثابت الخرقي وأبا علي إسماعيل بن أحمد البيهقي وغيرهم سمعت منه انتهى

قال وتوفي بمرو صباح يوم الفطر وهو يوم الأحد من سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري

من خوار بضم الخاء المعجمة بعدها واو ثم ألف ثم راء قرية ببيهق ووهم شيخنا الذهبي فحسبه من خوار البلدة المشهورة على ثمانية عشر فرسخا من الري

وهذا هو الشيخ أبو محمد البيهقي إمام جامع المنيعي بنيسابور وأحد تلامذة إمام الحرمين

ولد سنة خمس وأربعين وأربعمائة

وسمع أبا بكر البيهقي وأبا الحسن الواحدي وأبا القاسم القشيري وشيخ الحجاز أبا الحسن علي بن يوسف الجويني وابن أخيه إمام الحرمين أبا المعالي الجويني وأبا سهل محمد ابن أحمد بن عبد الله الحفصي المروزي ونصر بن علي الحاكمي الطوسي

حدث عنه ابن السمعاني قال ابن السمعاني إمام فاضل عارف بالمذهب مفت مصيب تفقه على إمام الحرمين وعلق المذهب عليه وبرع فيه وكان سريع القلم نسخ بخطه المذهب الكبير للجويني أكثر من عشرين مرة وكان يكتبه ويبيعه

قلت المذهب الكبير هو النهاية

قال في التحبير وتوفي يوم الخميس تاسع عشر شعبان سنة ست وثلاثين وخمسمائة

847 عبد الجليل بن عبد الجبار بن بيل ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏

848 عبد الجليل بن أبي بكر الطبري أبو سعد

تفقه علي أبي إسحاق الشيرازي وسمع أبا نصر الزينبي وغيره ثم سكن جرجان وحدث فيها بشيء يسير

روى عنه أبو عامر سعد بن علي العصاري

وتوفي بجرجان بعد سنة خمس وعشرين وخمسمائة

849 عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن سهل بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن حمدان

أبو نصر بن أبي بكر السراج

ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة

وتفقه على إمام الحرمين أبي المعالي الجويني وسمع أباه وأبا عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبا سعد الكنجروذي وأبا القاسم القشيري وأبا بكر محمد بن الحسن ابن علي الخبازي الطبري وأبا يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني وغيرهم

قال ابن السمعاني أحضرني والدي عنده وسمعني منه الحديث

قال وهو الفقيه ابن الفقيه من بيت العلم والورع والصلاح نشأ في العبادة من صغره واختلف إلى الإمام أبي المعالي وبرع في الفقه وصار من خواص أصحابه والمعيدين في درسه على الشادين وجرى على منوال أسلافه في الورع والستر والأمانة والاجتزاء بالحلال من القوت اليسير وقلة الاختلاط

توفي ليلة السبت الخامس من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمسمائة

850 عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن نصير البروجردي القاضي أبو سعد

تفقه ببغداد على الشيخ أبي إسحاق وسمع الحديث من ابن المهتدى وابن المأمون وغيرهما وكان حيا سنة إحدى وعشرين وخمسمائة

851 عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن أبو بكر بن الإمام أبي عثمان الصابوني

سمع بنيسابور أباه وعبد الغافر بن محمد الفارسي وأبا عثمان سعيد بن محمد البحيري وغيرهم

ولي قضاء أذربيجان وسمي قاضي القضاة

مات بأصبهان في حدود سنة خمسمائة

852 عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد أبو طالب بن العجمي الحلبي

من بيت حشمة وتقدم رحل إلى بغداد وتفقه بها على الشاشي وأسعد الميهني وسمع من أبي القاسم بن بيان وعاد إلى بلده وقدم دمشق رسولا من صاحب حلب

روى عنه ابن السمعاني وغيره وبنى بحلب مدرسة تعرف به

توفى في شعبان سنة إحدى وستين وخمسمائة

853 عبد الرحمن بن الحسين بن علي الطبري أبو محمد ابن صاحب العدة الإمام أبي عبد الله

ولد ببغداد وتفقه على والده وعلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازى وسمع الحديث من ابن البطر وجعفر السراج وغيرهما وولى التدريس بالنظامية وعزل أسعد الميهنى ثم عزل عن التدريس

قال ابن السمعانى أنفق الأموال والذخائر حتى ولى التدريس بالنظامية وقيل خرج عنه في الرشوة للأكابر ليحصل المدرسة ما لو أراد لبنى مدرسة كاملة ورد علينا مرو وكان يتردد إلى الوزير محمود بن أبي توبة وكان يكرمه وكان شيخا بهى المنظر مليح الشيبة حسن الكلام في المسائل

قلت روى عنه ابن السمعاني وذكر أنه خرج إلى خوارزم وبها توفى سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين وخمسمائة

854 عبد الرحمن بن خداش بن عبد الصمد المعروف بالقاضي الخداشي

ولد بالموصل وتفقه على أبي سعد بن أبي عصرون وأبي منصور الرزاز

مات في سابع شعبان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

855 عبد الرحمن بن خير بن محمد بن حريز أبو القاسم الرعيني المعلم الأشعري المعروف بابن العمورة

من أهل القيروان دخل بغداد وتفقه على أبي إسحاق الشيرازي وأبي نصر بن الصباغ وسمع الحديث من ابن النقور وأبي القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي الجرجاني وحدث باليسير

روى عنه ابن بوش

مات في شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة

856 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن الحسين ابن عمر بن حفص بن زيد الليثي الشيخ أبو محمد النيهي

ونيه بكسر النون وإسكان آخر الحروف وبعدها الهاء

وهو ابن أخي الحسن بن عبد الرحمن النيهي تلميذ القاضي الحسين وقد تقدم ذكر الحسن وأما عبد الرحمن فكانت ولادته وإقامته ووفاته بمرو الروذ وهو من تلامذة البغوي تفقه عليه وسمع منه الحديث ومن أبي محمد عبد الله بن الحسن الطبسي الحافظ وأبي الفضل عبد الجبار بن محمد الأصبهاني وعبد الرزاق بن حسان المنيعي وأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ وغيرهم

سمع منه ابن السمعاني وذكره في مشيخته وآخرون وكان شيخ الشافعيه بتلك الناحية

قال ابن السمعاني إمام فاضل مفت ورع دين حافظ لمذهب الشافعي مصيب في الفتاوى راغب في الحديث ونشره حسن الأخلاق مبارك لنفس كثيرة الصلاة والعبادة جمع بين العلم والعمل كان يملي بكر الجمعات ويذنب إملاءه بالوعظ النافع المفيد وتخرج عليه جماعة كثيرة من الفقهاء والعلماء لقيته بمرو الروذ وقرأت عليه المعجم الصغير للطبراني وحضرت مجالس أماليه ثم ورد هو إلى مرو وحدث به المعجم الصغير عن أبي الفضل الأصبهاني عن أبي بكر بن ريذه عن الطبراني

وتوفي بمرو الروذ في الثامن والعشرين من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

ذكره ابن السمعاني في الأنساب و التحبير

857 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الحصيري أبو سعد

من أهل الري

قال ابن السمعاني فقيه إمام صالح دين خير حسن السيرة مشتغل بما يعنيه

تفقه على أبي بكر الخجندي بأصبهان وتخرج عليه ورجع إلى الري وأضر على كبر السن

ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة بالري

وسمع من جماعة كثيرين ومات في شوال سنة ست وأربعين وخمسمائة

858 عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور بن عثمان المعدل الهروي أبو نصر الفامي

مؤرخ هراة

قال شيخنا الذهبي وليس تاريخه بمستوعب

ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بهراة وكان حافظا أديبا يلقب ثقة الدين

سمع أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري وأبا عبد الله محمد بن علي العميري ونجيب ابن ميمون الواسطي وأبا عامر الأزدي وأبا عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي وببغداد من ابن الحصين وآخر من روى عنه الحافظ ابن عساكر وأبو روح الهروي وأبو سعد بن السمعاني وقال حافظ فاضل مقدم المحدثين بهراة له معرفة بالحديث والأدب كثير الصدقة والصلاة دائم الذكر كتب عني الذيل في ثمان مجلدات وقرأها علي

مات بهراة ليلة الخميس الخامسة والعشرين من ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمسمائة

859 عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أحمد بن علي النيسابوري أبو القاسم الأكاف السختني

من أهل نيسابور

كان من العلماء الصالحين من تلامذة الأستاذ أبي نصر بن الأستاذ أبي القاسم القشيري

سمع أبا سعد بن أبي صادق الحيري وأبا بكر الشيروى وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي وغيرهم وقرأ بنفسه الكثير

روى عنه ابن السمعاني وقال إمام ورع عالم عامل يضرب به المثل في السيرة الحسنة والخصال الحميدة ودقيق الورع وحسن السيرة والتجنب عن السلطان تفقه على أبي نصر بن أبي القاسم القشيري وصحب الشيخ عبد الملك الطبري بمكة ودرس مختصر أبي محمد الجويني بمكة وعلق عنه جماعة بها وقدم بغداد متوجها وعائدا وتكلم في المسائل الخلافية وأحسن الكلام فيها ورجع إلى نيسابور فاعتزل الناس وحكى أنه أوصى إليه شخص أن يفرق طائفة من ماله على الفقراء والمساكين وكان فيه مسك فكان إذا فرقه على الفقراء أخذ عصابة فشدها على أنفه حتى لا يجد رائحته ويقول لا ينتفع به إلا برائحته ومثل هذا روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

قال ابن السمعاني توفي في فتنة الغز ضاحي نهار يوم الجمعة غرة ذي القعدة سنة تسع وأربعين وخمسمائة ودفن بالحيرة عند رجل والده

وقال أبو الفرج بن الجوزي لما استولى الغز على نيسابور قبضوا عليه وأخرجوه ليعاقبوه فشفع فيه السلطان سنجر وقال كنت أمضي إليه متبركا به ولا يمكنني من الدخول عليه فاتركوه لأجلي فتركوه فدخل شهر ستان وهو مريض فبقي أياما ومات

860 عبد الرحمن بن علي بن أبي العباس بن علي بن الحسين بن الموفق النعيمي الموقفي المعروف بالبارباباذي

وبارباباذ بفتح الباء الموحدة وبعد الألف راء ساكنة ثم باء أخرى ثم بعد الألف

باء ثالثة مفتوحة أيضا تتلوها ألف ثم ذال معجمة محلة بمدينة مرو عند باب شارستان

خطب بالجامع الأقدم بمرو وأم الناس

قال ابن السمعاني كان فقيها فاضلا عارفا بالمذهب مناظرا ورعا كثير التلاوة والصلاة يسكن الجامع الأقدم ويؤم الناس في الصلوات الخمس ولي الخطابة مدة نيابة عن عمي وتفقه على جدي أبي المظفر ثم خرج إلى بخارى ولقى بها الأئمة وخرج إلى طوس وأقام عند أبي حامد الغزالي مدة وعند الحسين بن مسعود الفراء مدة

سمع أبا المظفر السمعاني وغيره كتب عنه ابن السمعاني وقال قرأت عليه مسندات كتاب الانتصار للإمام جدي

قال وتوفي سحر ليلة الخميس لست ليال خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ودفن بسنجدان

861 عبد الرحمن بن علي بن المسلم بن الحسين الفقيه أبو محمد اللخمي الدمشقي الخرقي السلمي

ولد في نصف شعبان سنة تسع وتسعين وأربعمائة

وسمع أبا الحسن بن الموازيني وعبد الكريم بن حمزة وعلي بن أحمد بن قيس وأبا الحسن بن المسلم الفقيه وطاهر بن سهل الإسفرايني ونصر الله المصيصي وخلقا

روى عنه الموفق بن قدامة والبهاء عبد الرحمن والحافظ الضياء ويوسف بن خليل وخطيب مردا وإبراهيم بن خليل وأحمد بن عبد الدائم وخلق

قال عمر بن الحاجب كان فقيها عدلا صالحا يقرأ كل يوم وليلة ختمة

وقال أبو حامد بن الصابوني إن أبا محمد بن الخرقي أعاد في الأمينية بدمشق لجمال الإسلام أبي الحسن السلمي فإنه أضر في الآخر وأقعد فاحتاج يوما إلى الوضوء ولم يكن عنده في البيت أحد وكان ليلا فذكر عنه أنه قال فبينما أنا أتفكر إذا بنور من السماء دخل البيت فبصرت بالماء فتوضأت وأنه حدث بذلك بعض إخوانه وأوصاه أن لا يخبر بها إلا بعد موته

مات سنة سبع وثمانين وخمسمائة

862 عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور بن جبريل الخطيبي الفقيه أبو نصر الخرجردى

ولد بخرجرد من ناحية بوشنج سنة نيف وتسعين وأربعمائة وسكن مرو مدة وتفقه بنيسابور وهراة ومرو وكان فقيها صالحا متعبدا

تفقه على إسماعيل الخرجردى وهو الذي يقول فيه الفقهاء الرافعي وغيره إسماعيل البوشنجي وخرجرد من بلاد بوشنج

وتفقه أيضا على إبراهيم المروروذي وقرأ الخلاف على عمر بن محمد السرخسي وسمع الحديث من أبي نصر بن أبي القاسم القشيري والفضل بن محمد الأبيوردي والسيد بن أبي الغنائم حمزة بن هبة الله بن محمد العلوي وغيرهم وخرج لنفسه جزأين حدث بهما

روى عنه عبد الرحيم بن السمعاني وذكره والده أبو سعد بن السمعاني في التحبير وقال كان فقيها فاضلا برع في الفقه وكان يحفظ المذهب ويناظر وقرأ طرفا من الأدب وأمعن في حفظ التواريخ والفتوح والملاحم وكان يحفظ شيئا كثيرا من النتف والطرف نظما ونثرا ومواليد الناس ووفياتهم

توفي في واقعة الغز بمرو وهو أنه كان على المنارة بأسفل الماجان فرمت الغز لمنارة بالنار فاحترق من فيها منهم أبو نصر الخرجردي وابنه عبد الرزاق وكان ذلك في الثاني عشر من رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

863 عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله مصغر بن أبي سعيد كمال الدين أبو البركات ابن الأنباري النحوي

صاحب التصانيف المفيدة وله الورع المتين والصلاح والزهد

سكن بغداد وتفقه على أبي منصور بن الرزاز وقرأ النحو على أبي السعادات ابن الشجري واللغة على أبي منصور بن الجواليقي وصار شيخ العراق في الأدب غير مدافع له التدريس فيه ببغداد والرحلة إليه من سائر الأقطار ثم انقطع في منزلة مشتغلا بالعلم والعبادة والإفادة قال الموفق عبد اللطيف لم أر في العباد والمنقطعين أقوى منه في طريقه ولا أصدق منه في أسلوبه جد محض لا يعتريه تصنع ولا يعرف السرور ولا أحوال العالم وكان له من أبيه دار يسكنها ودار وحانوت مقدار أجرتهما نصف دينار في الشهر يقنع به ويشتري منه ورقا وسير إليه المستضيء خمسمائة دينار فردها فقالوا له اجعلها لولدك فقال إن كنت خلقته فأنا أرزقه وكان لا يوقد عليه ضوء وتحته حصير قصب وعليه ثوب وعمامة من قطن يلبسهما يوم الجمعة وكان لا يخرج إلا للجمعة ويلبس في بيته ثوبا خلقا وكان ممن قعد في الخلوة عند الشيخ أبي النجيب

قلت سمع الحديث من أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبي نصر أحمد بن نظام الملك ومحمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وغيرهم وحدث باليسير

روى عنه الحافظ أبو بكر الحازمي وابن الدبيثي وطائفه

ومن تصانيفه في المذهب هداية الذاهب في معرفة المذاهب وبداية الهداية وفي الأصول الداعي إلى الإسلام في أصول الكلام والنور اللائح في اعتقاد السلف الصالح واللباب وغير ذلك وفي الخلاف التنقيح في مسلك الترجيح والجمل في علم الجدل وغير ذلك وفي النحو واللغة ما يزيد على الخمسين مصنفا وله شعر حسن كثير

توفي ليلة الجمعة تاسع شعبان سنة سبع وسبعين وخمسمائة ودفن في تربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي

864 عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى أبو القاسم بن أبي سعد الفارسي ثم السرخسي

فقيه ورع تفقه على محيى السنة البغوي وبعده على عبد الرحمن بن عبد الله النيهي

قال ابن السمعاني وكان حافظا للمذهب وتوفي كهلا سنة ست أو خمس وخمسين وخمسمائة

865 عبد الرحمن بن محمد بن محمد أبو الفتوح السلمويي اللباد

من أهل نيسابور

تفقه على أبي نصر القشيري بنيسابور وأبي بكر السمعاني بمرو

قال ابن السمعاني كان إماما فاضلا ورعا تقيا نظيفا محتاطا كثير العبادة دائم المجاهدة اقتصر على خشونة العيش ولازم العزلة

مات بأصبهان في شهر رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة

866 عبد الرحمن بن محمد بن محمود بن الحسن القزويني أبو حامد بن أبي الفرج بن الشيخ أبي حاتم الأنصاري

كان إماما مفتيا مناظرا من بيت الفضل والدين

ورد خراسان ودخل إلى ما وراء النهر وتفقه بتلك الديار

توفي بآمل في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة

ووالده أبو الفرج محمد بن أبي حاتم فقيه صالح حج وضاع له ابن يشبه أن يكون هذا قبل وصوله إلى المدينة قال بعضهم فجعل يتمرغ في مسجد النبي في التراب ويتشفع به عليه أفضل الصلاة والسلام في لقي ولده والخلق حوله فبينا هو في تلك الحال إذ دخل ابنه من باب المسجد

وجده الشيخ أبو حاتم من أعلام المذهب

867 عبد الرحمن بن هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري أبو خلف بن أبي سعد النيسابوري

ولد بها في المحرم سنة أربع وتسعين وأربعمائة

وولى خطابة نيسابور بعد والده وكان ضريرا وكان ورعا عالما مليح الوعظ

سمع من عبد الغفار الشيروي وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي وخلق

وروى عنه عبد الرحيم بن السمعاني

توفي بنيسابور يوم عاشوراء سنة تسع وخمسين وخمسمائة

868 عبد الرحيم بن رستم أبو الفضائل الزنجاني

تفقه ببغداد على أبي منصور الرزاز وقدم دمشق فدرس بالمجاهدية ثم بالغزالية ثم ولى قضاء بعلبك وقتل بها شهيدا قال الحافظ ابن عساكر كان عالما بالمذهب والأصول وعلوم القرآن قتل بيعلبك في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمسمائة

869 عبد الرحيم بن عبد القاهر بن عبد الله بن عموية السهروردي أبو الرضا بن أبي النجيب الواعظ الصوفي مات بعد الستين والخمسمائة

870 عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوزان الأستاذ أبو نصر بن الأستاذ أبي القاسم القشيري

الإمام العلم بحر مغدق زخار وحبر هو في زمانه رأس الأحبار إذا قيل كعب لأحبار وهمام مقدم وإمام تقتدي به الهداة وتأتم نما من تلك الأصول الطاهرة غصنه المورق علي الأنجم الزاهرة بدره المشرق ورع يأنف أن يعد غير دار السلام دارا ويستقل الجوزاء إذا هو جاوزها أن يتخذ فيها قرارا مجل ما ادلهم ليل المشكلات وأمسي ومصل يسمع الناس لكلامه فلا تسمع لهم إلا همسا تلتقط الدرر من كلمة ويتناثر الجوهر من حكمه ويؤوب المذنب عند وعظه ويتوب العاصي بمجرد سماع لفظه ينطبع في القلب من كلماته صورة ويحدث للأنفس الزكية منه عظات إذا مدها لم تكن على أهل الطاعة مقصورة كم من فاسق تاب في مجلسه ودخل في الطاعة وكم من كافر آب إلى الحق ساعة وعظه وآمن في الساعة بمن بعث بين يدي الساعة لو استمع له الصخر لانفلق ولو فهم كلامه الوحش لاستحسنه وقال صدق يصدع القلب القاسي خطابه ويكاد يجمع عظام ذوي الغفلة النخرة عتابه ويشتت شمل الشياطين ما يقول ويفتت الأكباد ما يجمعه من الحق المقبول

هو الرابع من أولاد الأستاذ أبي القاسم وأكثرهم علما وأشهرهم اسما والكل من السيدة الجليلة فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق

تحرج بوالده ثم على إمام الحرمين

وسمع أباه وأبا عثمان الصابوني وأبا الحسين الفارسي وأبا حفص بن مسرور وأبا سعد الكنجروذي وأبا بكر البيهقي وأبا الحسين بن النقور وأبا القاسم الزنجاني وغيرهم بخراسان والعراق والحجاز وحدث بالكثير

روى عنه سبطه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار وأبو الفتوح الطائي وخطيب الموصل أبو الفضل الطوسي وغيرهم وأبو سعد الصفار آخر من حدث عنه

ومن الغريب أنه سمع منه وهو ابن أربع سنين وكتب الطبقة بخطه وبقي إلى سنة ستمائة

ذكر صاحب السياق وأفصح المؤرخين على الإطلاق عبد الغافر الفارسي الأستاذ أبا نصر فقال إمام الأئمة وحبر الأمة وبحر العلوم وصدر القروم قال وهو أشبه أولاد أبيه به خلقا حتى كأنه شق منه شقا رباه والده أحسن تربية وزقه العربية في صباه زقا حتى برع فيها وكمل في النظم والنثر فحاز فيهما قصب السبق وكان ينفث بالسحر أقلامه على الرق استوفى الحظ الأوفى من علم الأصول والتفسير تلقنا من والده ورزق السرعة في الكتابة بحيث كان يكتب كل يوم طاقات على الاعتياد لا يلحقه فيه كبير مشقة وحصل أنواعا من العلوم الدقيقة والحساب

ولما توفي أبوه انتقل إلى مجلس إمام الحرمين وواظب على درسه وصحبته ليلا ونهارا ولزمه عشيا وإبكارا حتى حصل طريقته في المذهب والخلاف وجدد عليه الأصول وكان الإمام يعتد به ويستفرغ أكثر أيامه معه مستفيدا منه بعض مسائل الحساب في الفرائض والدور والوصاية

فلما فرغ من تحصيل الفقه تأهب للخروج للحج وحين وصل إلى بغداد وعقد له المجلس ورأى أهل بغداد فضله وكماله وعانيوا خصاله بداله من القبول عندهم ما لم يعهد مثله لأحد قبله وحضر مجلسه الخواص ولزم الأئمة مثل أبي إسحاق الشيرازي الذي هو فقيه العراق في وقته عتبة منبره

وأطبقوا على أنهم لم يروا مثله في تبحره وخرج إلى الحج ولما عاد كان القبول عظيما وزائدا على ما كان من قبل وبلغ الأمر في التعصب له مبلغا يؤدي إلى الفتنة وقلما كان يخلو مجلسه عن إسلام جماعة من أهل الذمة

وخرج بعد من قابل راجعا إلى الحج في أكمل حرمه وترفه في خدمة من أمير الحاج وأصحابه وعاد إلى بغداد وأمر القبول بحاله والفتنة مشرئبة تكاد تضطرم فبعث إليه نظام الملك يستحضره من بغداد إلى أصبهان فأكرم مورده وبقي أهل بغداد عطاشا إليه وإلى كلامه منهم من لم يفطر عن الصوم سنين بعده ومنهم من لم يحضر من بعده مجلس تذكير قط وأشار الصاحب عليه بالرجوع إلى خراسان ووصله بصلات سنية ودخل قزوين ولقي بها قبولا تاما ولما عاد استقبله الأئمة والصدور وكان يواظب بعد ما لقي من القبول على درس إمام الحرمين ويشتغل بزيادة التحصيل وكان أكثر صغوة في أواخر أيامه إلى الرواية قلما يخلو يوم من أيامه عن مجلس للحديث أو مجلسين وتوفي عديم النظير فريد الوقت بقية أكابر الدنيا انتهى

قلت وأعظم ما عظم به أبو نصر أن إمام الحرمين نقل عنه في كتاب الوصية من النهاية وهذه مرتبة رفيعة

والفتنة المشار إليها في كلام عبد الغافر فتنة الحنابلة فإن الأستاذ أبا نصر قام في نصرة مذهب الأشعري وباح بأشد النكير على مخالفيه وغبر في وجوه المجسمة في كائنه لا يخلو هذا الكتاب عن شرحها

وكان الأستاذ أبو نصر قد اعتقل لسانه في آخر عمره إلا عن الذكر فلا يتكلم إلا بآي القرآن وكان يحفظ من الأشعار والحكايات مالا يحصى كثرة وقيل إنه كان يحفظ خمسين ألف نصف بيت قيل وكان يحب العزلة والانزواء فلما انقرضت الجوينية وصار مقدما احتاج إلى الخروج وحضور المحافل إذ كان قد بقي عين أهل مدينة نيسابور والمشار إليه في صدور محافل العزاء والهناء بعدما انقرض بيت الشيخ أبي محمد الجويني وولده إمام الحرمين وبالجملة كان رجلا معظماحتى عند مشايخه فلقد أطنب شيخه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في الثناء عليه وكذلك شيخه إمام الحرمين

ودخل الأستاذ أبو نصر مرة على الإمام أبي المعالي الجويني فأنشأ الإمام ارتجالا

يميس كغصن إذا ما بدا ** ويبدو كشمس ويرنو كريم

معاني النجابة مجموعة ** لعبد الرحيم بن عبد الكريم

ومن شعر الأستاذ أبي نصر

ليالي وصال قد مضين كأنها ** لآلي عقود في نحور الكواعب

وأيام هجر أعقبتها كأنها ** بياض مشيب في سواد الذوائب

وقال

تقبيل خدك أشتهى ** أمل إليه أنتهى

لو نلت ذلك لم أبل ** بالروح منى أن تهي

دنياي لذة ساعة ** وعلى الحقيقة أنت هي

وقال أيضا

شيئان من يعذلني فيهما ** فهو على التحقيق مني برى

حب أبي بكر إمام التقى ** ثم اعتقادي مذهب الأشعري

وقال في ولده فضل الله

كم حسرة لي في الحشا ** من ولدي وقد نشا

كنا نشاء رشده ** فما نشا كما نشا

وقال

رمضان أرمضني بصادات على ** عدد الطبائع والفصول الأربعة

صوم وصوب ما يغيب سحابة ** وصبابة وصدود من قلبي معه

ووقعت إليه رقعة استفتاء فيها

ما على عاشق رأى الحب مختا ** لا كغصن الأراك يحمل بدرا

فدنا نحوه يقبل خديه ** غراما به ويلثم ثغرا

وعليه من العفاف رقيب ** لا يداني في سنة الحب غدرا

أعليه جناية توجب الحد م ** أجبنا لقيت رشدا وبرا

فأجاب من أبيات

ما على من يقبل الحب حد ** غير أني أراه حاول نكرا

لا تشوق للثم خد وثغر ** لو تعففت كان ذلك أحرى

فاخش منه إذا تسامحت فيه ** غائلات تجر إثما ووزرا

توفي الأستاذ أبو نصر يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة بنيسابور

ومن الفوائد عنه

قال أبونصر سمعت والدي يقول ليكن لك في اليوم والليلة ساعة تحضر فيها بقلبك وتخلو بربك وتقول تدارك قلبي بشظية من إقبالك بذره من أفضالك

من نذر أن لا يكلم الآدميين أو الصمت في صومه قال الرافعي في آخرباب النذر في تفسير أبي نصر القشيري أن القفال قال من التزم بالنذر أن لا يكلم الآدميين يحتمل أن يقال يلزمه لأنه مما يتقرب به ويحتمل أن يقال لا لما فيه من التضييق والتشديد وليس ذلك من شرعنا كما لو نذر الوقوف في الشمس

قلت وقد رأيت ذلك في تفسير أبي نصر المذكور قال وعلى هذا يكون نذر الصمت يعني في قوله ‏{‏إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا‏}‏ في تلك الشريعة لا في شريعتنا

ذكره في تفسير سورة مريم ومراده بالقفال فيما أحسب القفال الكبير صاحب التفسير لا القفال المروزي فليعلم ذلك

ورأيت صاحب البحر قد ذكر في كتاب الصوم ما نصه فرع جرد عادة الناس بترك الكلام في رمضان وليس له أصل في الشرع والرسول والصحابة لم يفعلوه إلا أن له أصلا في شرع من قبلنا قال تعالى لزكريا عليه السلام ‏{‏أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا‏}‏ وقالت مريم عليها السلام ‏{‏إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا‏}‏ وقد قال بعض أصحابنا شرع من قبلنا يلزمنا فيكون هذا قربة تستحب ومن قال لا يلزمنا شرع من قبلنا قال لا يستحب انتهى

قلت وعلى هذا تتخرج المسألة السابقة فإن قلنا قربة صح التزامه بالنذر وإلا فلا

871 عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن احمد بن المفرج بن أحمد القاضي الفاضل محي الدين أبو علي بن القاضي الأشرف اللخمي البيساني العسقلاني مولد المصري

إمام الأدباء وقائد لواء أهل الترسل وصاحب صناعة الإنشاء أجمع أهل الأدب على أن الله تعالى لم يخلق في صناعة الترسل من بعده مثله ولا من قبله بأكثر من مائتي عام وربما زادوا وهو بينهم كالشافعي وأبي حنيفة بين الفقهاء بل هم له أخضع لأن أصحاب الإمامين قد يتنازعون في الأرجحية فكل يدعى أرجحية إمامه وأما هذا فلا تنازع بين أهل صناعته فيه

وكان صديق السلطان صلاح الدين وعضده ووزيره وصاحب ديوان إنشائه ومشيره وخليطه وسميره

ولد في نصف جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وخمسمائة

وسمع الحديث من الحافظ أبي القاسم بن عساكر وأبي طاهر السلفي وأبي محمد العثماني وأبي الطاهر بن عوف وغيرهم

وكان ذا دين وتقوى وتقشف مع الرياسة التامة والإغضاء والصفح والحلم والعفو والستر صاحب أوراد من صلاة وصيام وغيرهما مع التمكن الزائد في الدولة وذكر العماد الكاتب أنه كان يختم كل يوم القرآن المجيد ويضيف إليه ما شاء الله وبلغنا أن كتبه التي ملكها مائة ألف مجلد وكان كثير البر والصدقة مقتصدا في ملبسه وطعامه كثير التشييع للجنائز وعيادة المرضى له تهجد في الليل لا يخل به وعادة في زيارة القبور لا يقطعها مع كونه أحدب ضعيف البنية كثير الاشتغال وكتب من الإنشاء الفائق الرائق الذي خضعت له الرقاب ما يربو على مائة مجلد

قيل وكان يدخل له في السنة نحو خمسين ألف مثقال من الذهب غير ما يدخل له من فوائد المتجر وكانت متاجره في الهند والغرب وما بين ذلك

مات سنة ست وتسعين وخمسمائة

872 عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق الطوسي أبو المعالي وقيل أبو المحاسن المعروف بالشهاب الوزير وزير السلطان سنجر

ولد سنة تسع وخمسين وأربعمائة بنيسابور

وسمع أبا بكر بن خلف الشيرازي وأبا المظفر السمعاني وغيرهما

روى عنه السمعاني وغيره وتفقه على إمام الحرمين

قال ابن السمعاني في التحبير أخذ عن الإمام أبي المعالي حتى صار من فحول المناظرين وكان إمام نيسابور في عصره ومن مشاهير العلماء ولى التدريس بمدرسة عمه نظام الملك مدة ثم ارتفعت درجته إلى أن صار وزير السلطان سنجر ابن ملكشاه وبقي على الوزارة مدة وكان يجتمع عنده الأئمة ويناظرهم ويظهر كلامه عليهم وكان فصيحا جرئيا

قال وتوفي بسرخس يوم الخميس التاسع عشر من المحرم سنة خمس عشرة وخمسمائة وحمل إلى نيسابور ودفن بداره برأس القنطرة

قلت وأجاز لابن السمعاني

873 عبد الرزاق بن محمد الماخواني

قال ابن السمعاني في التحبير كان دهقانا لا يعرف شيئا وأما والده فكان إمام عصره وقد سمع هو من والده

ومات في صفر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة

874 عبد السلام بن الفضل أبو القاسم الجيلي

أقام ببغداد مدة متفقها بالمدرسة النظامية على إلكيا وولي قضاء البصرة وسمع بمكة صحيح مسلم من الحسين الطبري وكان فقيها أصوليا

توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة

875 عبد السلام بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد أبو شجاع الخطيب

من أهل البندنيجين

صحب أبا النجيب السهروردي ببغداد وتفقه عليه وسمع الحديث من أبي الوقت السجزي وغيره وتولى قضاء البندنيجين

وتوفي بها في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة عبد السلام بن محمد الشيخ ظهير الدين الفارسي

أحد الأئمة المعتبرين

قال ابن باطيش قدم الموصل فصادف من صاحبها قبولا وفوض إليه تدريس الفريقين الشافعية والحنفية وبقي بها مدة يدرس وافر الحرمة ثم توجه إلى حلب على عزيمة العود إلى الموصل ثم مات بها سنة ست وتسعين وخمسمائة

877 عبد الصمد بن الحسين بن عبد الغفار الكلاهيني الزنجاني أبو المظفر بن أبي عبد الله الصوفي الملقب بالبديع وكلاهين من نواحي زنجان

تفقه في بغداد بالنظامية على أسعد الميهني

وسمع الحديث من هبة الله بن محمد بن الحصين وزاهر بن طاهر الشحامي وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي وغيرهم

وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وانقطع إلى العبادة والخلوة والرياضة ومواصلة الصيام والقيام حتى ظهرت عليه أنوار الطاعة وظهر له القبول من الناس وصار ممن يشار إليه بالزهد والعبادة ويقصده الناس للتبرك به واتخذ بعد موت الشيخ أبي النجيب رحمه الله لنفسه رباطا وكان يعقد به مجلس الوعظ ويحضره الناس وحدث بالكثير

روى عنه الحافظ أبو بكر الحازمي وغيره وقد سئل عن مولده فذكر أنه قبل الخمسمائة

وتوفي يوم الأحد لأربع عشرة خلت من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

878 عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن الحسين الشيخ أبو الفضل الأشنهي

صاحب الفرائض المشهورة بضم الألف وسكون الشين المعجمة وضم النون وكسر الهاء نسبة إلى قرية أشنه بليدة بأذربيجان

تفقه على أبي إسحاق الشيرازي وسمع أبا جعفر بن المسلمة وغيره

سمع منه الفضل بن محمد النوقاني

هذا كلام ابن السمعاني ولم يزد شيئا إلا أنه أسند له حديثا ولم يذكره ابن النجار

879 عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الحافظ أبو الحسن الفارسي ثم النيسابوري حفيد راوي صحيح مسلم أبي الحسين عبد الغافر بن محمد

ولد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة

وسمع من جده لأمه أبي القاسم القشيري وأحمد بن منصور المغربي وأحمد بن الحسن الأزهري وأبي الفضل محمد بن عبيد الله الصرام وعبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري وأبي بكر بن خلف وجدته فاطمة بنت الدقاق وخلائق

وأجازه أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي وأبو محمد الجوهري مسند بغداد وغيرهما

روى عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر وأبو سعد بن السمعاني وأبو العلاء الهمذاني

وذكر شيخنا الذهبي أن ابن عساكر لم يرو عنه إلا بالإجازة لكن روى عنه بالسماع أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار

وتفقه على إمام الحرمين ولزمه مدة وكان إماما حافظا محدثا لغويا فصيحا أديبا ماهرا بليغا آدب المؤرخين وأفصحهم لسانا وأحسنهم بيانا أورثته صحبة الإمام فنا من الفصاحة وأكسبته ملازمته إياه سهرا حمد صباحه وكان خطيب نيسابور وإمامها وفصيحها الذي ألقت إليه البلاغة زمامها وبليغها الذي لم يترك مقالا لقائل وأديبها الآتي بما لم يستطعه كثير من الأوائل

رحل إلىخوارزم وإلى غزنة وجال في بلاد الهند وصنف السياق لتاريخ نيسابور وكتاب مجمع الغرائب في غريب الحديث وكتاب المفهم لشرح غريب مسلم

توفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة بنيسابور

880 عبد الغافر السروستاني

من أهل فارس

ويعرف بالركن

تفقه بالمدرسة النظامية ببغداد وكان أديبا فاضلا عفيفا مستورا

قال العماد الكاتب إنه غلب عليه العشق حتى حمل إلى البيمارستان وقيد ثم إنه عوفي مما ابتلى به ولم يقم بعد ذلك ببغداد خجلا وكتبت عنه أبياتا من شعره مليحة

881 عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه

واسمه عبد الله بن سعد بن الحسين بن علقمة بن النضر بن معاذ بن عبد الرحمن الشيخ أبو النجيب السهروردي

الصوفي الزاهد الفقيه الإمام الجليل أحد أئمة الطريقة ومشايخ الحقيقة من هداة الدين وأئمة المسلمين

ولد في صفر سنة تسعين وأربعمائة وسمع أبا علي بن نبهان وزاهر بن طاهر والقاضي أبا بكر الأنصاري وغيرهم

روى عنه ابن عساكر وابنه القاسم وابن السمعاني وأبو أحمد بن سكينة وابن أخيه الشيخ شهاب الدين ابن أخي أبي النجيب السهروردي وزين الأمناء أبو البركات وخلق

كان من أهل سهرورد ثم قدم بغداد وتفقه بالمدرسة النظامية على أسعد الميهني وعلق عنه التعليق وبرع في المذهب وتأدب على الفصيحي وسمع الحديث ممن ذكرنا ثم ولي تدريس النظامية فدرس بهامدة ثم انصرف عنها وصحب الشيخ أحمد الغزالي وهب له نسيم التوفيق ودله على سواء الطريق فانقطع عن الناس وآثر العزلة والخلوة واشتملت المريدون عليه وعمت بركته وبقي عدة سنين يستقي بالقربة على ظهره بالأجرة ويتقوت بذلك ويقوت من عنده من الأصحاب وكانت له خربة على دجلة يأوي إليها هو وأصحابه واشتهر اسمه وبعد صيته واستفاضت كراماته وبنى تلك الخربة رباطا وبنى إلى جانبها مدرسة فصار حمى لمن التجأ إليه من الخائفين يجير من السلطان والخليفة وغيرهما وأفلح بسببه خلق وأملى مجالس وصنف مصنفات واتفقت له في بدايته مجاهدات كثيرة واجتمع بسادات

وحكى عن نفسه قال كنت أدخل على شيخي وربما يكون اعتراني بعض الفتور عما كنت عليه من المجاهدة فيقول لي أراك قد دخلت وعليك ظلمة فأعلم سبب ذلك وكرامة الشيخ وكنت أبقى اليومين والثلاثة لا أستطعم بزاد وكنت أنزل إلى دجلة وأتقلب في الماء ليسكن جوعى حتى دعتني الحاجة إلى أن اتخذت قربة أستقي بها الماء للقوت فمن أعطاني شيئا أخذته ومن لم يعطني تركته ولما تعذر علي ذلك في الشتاء خرجت يوما إلى بعض الأسواق فوجدت رجلا وبين يديه طبرزد وعنده جماعة يدقون الأرز فقلت هل لك أن تستأجرني فقال أرني يديك فأريته فقال هذه يد لا تصلح إلا للقلم ثم ناولني قرطاسا فيه ذهب فقلت ما آخذ إلا أجرة عملي فاستأجرني على النسخ إن كان لك نسخ وإلا انصرفت وكان رجلا يقظا فقال اصعد وقال لغلامه ناوله المدقة فناولني فدققت معهم وليس لي عادة وصاحب الدكان يلحظني فلما عملت ساعة قال تعال فجئت إليه فناولني الذهب وقال هذه أجرتك فأخذته وانصرفت ثم أوقع الله في قلبي الاشتغال بالعلم فاشتغلت حتى أتقنت المذهب وقرأت أصول الدين وأصول الفقه وحفظت وسيط الواحدي في التفسير وسمعت كتب الحديث المشهورة

توفي الشيخ أبو النجيب في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمسمائة

882 عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي البياري الأزناوي أبو الفضل

من أهل همذان

تفقه ببغداد على أسعد الميهني وسمع الحديث من أبي القاسم بن بيان وغيره ثم سافر إلى الموصل ولازم علي بن سعادة بن السراج الفقيه وعلق عنه الخلاف وسمع من أبي البركات بن خميس وعاد إلى بغداد

روى عنه ابن السمعاني

ولد في ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة ومات في رجب سنة سبع وأربعين وخمسمائة

883 عبد الكريم بن شريح بن عبد الكريم بن أحمد بن محمد الروياني أبو معمر الطبري

قاضي آمل طبرستان

ووقع في نسختي من كتاب ابن باطيش إسقاط شريح بن عبد الكريم وأحمد وهو غلط تبعته عليه في الطبقات الوسطى والصغرى والصواب ما ذكرته هنا

وشريح والده هو صاحب أدب القضاء المسمى بروضة الحكام وعبد الكريم جده لا أعرفه وأحمد والد جده هو أبو العباس الروياني الإمام الكبير صاحب الجرجانيات

ذكر ابن السمعاني عبد الكريم هذا في كتاب التحبير وقال إمام فاضل مناظر فقيه حسن الكلام فصيح المنطق ورد نيسابور وأقام بهاوسمع ببسطام أبا الفضل محمد ابن علي بن أحمد السهلكي وسمع أيضا بطبرستان وساوة ونيسابور وأصبهان وعدد ابن السمعاني جماعة من مشايخه ثم قال لقيته بمرو سنة نيف وعشرين وكان قدمها طالبا لقضاء بلده حضر يناظرنا وتكلم في مسألة القتل بالمثقل فأكرم الوزير محمود بن أبي توبة مورده وفوض إليه القضاء ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئا وكتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته من آمل ومات بها في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة

884 عبد الكريم بن عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد ابن محمد بن عبد الرحمن بن سليمان الحسناباذي

أبو طاهر من أهل أصبهان

قال ابن السمعاني كان أحد المعروفين بالخصال الجميلة والأخلاق المرضية وكان فاضلا يرجع إلى معرفة بالفقه والعربية ولسان أهل المعرفة

تفقه على أبي بكر محمد بن ثابت الخجندي سمع أباه وأبا عثمان سعيد بن ابي سعيد الصوفي وابن هزار مرد الصريفيني وابن المهتدي بالله وغيرهم

قال ابن السمعاني سمع منه والدي ولى عنه إجازة صحيحة

توفي في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة

885 عبد الكريم بن عبد الوهاب بن إسماعيل بن أحمد بن علي الجويني أبو المظفر

تفقه على أبي بكر بن السمعاني

قال ابن السمعاني وولي القضاء بناحية جوين وسمع عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري وإسماعيل بن البيهقي والحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ وغيرهم

روى عنه ابن السمعاني

مولده سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ولم يذكر وفاته في الذيل

886 عبد الكريم بن علي بن أبي طالب الأستاذ أبو طالب الرازي تلميذ الغزالي

قال ابن السمعاني إمام ظريف عفيف حسن السيرة قال وأقام بهراة بين الصوفية

وسمع ببغداد أبا بكر بن الخاضبة وغيره وتفقه على الغزالي وإلكيا ومحمد بن ثابت الخجندي

روى عنه أبو النصر الفامي مؤرخ هراة وغيره

قال ابن السمعاني سمعت أبا نعيم عبد الرحمن بن عمر الأصفر البامنجي يقول لما فرغت من التفقه على الإمام الحسين بن مسعود الفراء ورجعت إلى بامئين كان أحد الفقهاء دخل علي وجرى بيننا مذاكرة علمية فوقعنا في هذه المسألة رجل له امرأتان طلق إحداهما فسئل أيهما طلقت فقال هذه بل هذه فقلت وهذه مسألة مشكلة وكان الإمام يقول لنا في هذه المسألة إشكال فحمل بعض الفقهاء هذه اللفظة إلى الإمام وزاد فيه حسد أنه قال ما علم الأستاذ هذه المسألة وما فهمها كما يجب فدعا الشيخ علي وأظهر الكراهة فقمت ومضيت إلى مرو الروذ راجلا ووصلت إليها بالباكر فلما قصدت الشيخ كان في الدرس والفقهاء حضور فألقى عليهم الدروس والإمام عبد الكريم الرازي بجنبه قاعد وكان يحضر درسه للتبريك لأنه كان من الأئمة الكبار فصبرت حتى فرغ الإمام من الدرس وخرج الفقهاء ولم يبق إلا الإمامان الحسين وعبد الكريم فدخلت وسلمت فرد الإمام الحسين السلام وما رفع رأسه إلي فقعدت وشرحت الحال بين يديهما فقال الإمام الحسين ليس الفقه إلا حل الإشكال

ولم يطب قلب الإمام فقال الإمام عبد الكريم الرازي له إن للفقهاء شرطا وللصوفية شرطا ومن شرط الفقيه أن يعترض على أستاذه ويصير إلى حاله يمكنه أن يقول لأستاذه لم ويحسن الاعتراض عليه ومن شرط الصوفية أن لا يعترض على شيخه أصلا ويكون كالميت بين يدي الغاسل ثم قال وهب أن تلميذك اعترض عليك فهذا من شرط الفقهاء فتعفو عنه فرضي الشيخ وأدناني من نفسه وقبلت رجليه وعانقني وقمت ورجعت في الحال إلى بلدي ولم أقم بمرو والروذ

وكان الرازي يحفظ الإحياء للغزالي وكان صالحا دينا

توفي بفارس سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ظنا أو قبلها بسنة أو بعدها بسنة

887 عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار الحافظ أبو سعد بن الإمام أبي بكر بن الإمام أبي المظفر ابن الإمام أبي منصور بن السمعاني

تاج الإسلام بن تاج الإسلام

محدث المشرق وصاحب التصانيف المفيدة الممتعة والرياسة والسؤدد والأصالة

قال محمود الخوارزمي بيته أرفع بيت في بلاد الإسلام وأعظمه وأقدمه في العلوم الشرعية والأمور الدينية قال وأسلاف هذا البيت وأخلافه قدوة العلماء وأسوة الفضلاء الإمامة مدفوعة إليهم والرياسة موقوفة عليهم تقدموا على أئمة زمانهم في الآفاق بالاستحقاق وترأسوا عليهم بالفضل والفقه لا بالبذل والوقاحة انتهى

ولد في الحادي والعشرين من شعبان سنة ست وخمسمائة بمرو وحمله ولده الإمام أبو بكر إلى نيسابور سنة تسع وأحضره السماع علي عبد الغفار الشيروي وأبي العلاء عبيد بن محمد القشيري وجماعة وكان قد أحضره بمرو على أبي منصور محمد بن علي الكراعي وغيره ثم مات أبوه سنة عشر وأوصى إلى الإمام إبراهيم المروذي صاحب التعليقة فتفقه أبو سعد عليه وتهذب بأخلاقه وتربى بين أعمامه وأهله فلما راهق أقبل على القرآن والفقه وعني الحديث والسماع واتسعت رحلته فعمت بلاد خراسان وأصبهان وما وراء النهر والعراق والحجاز والشام وطبرستان وزار بيت المقدس وهو بأيدي النصارى وحج مرتين

سمع بنفسه من الفراوي وزاهر الشحامي وهبة الله السيدي وتميم الجرجاني وعبد الجبار الخواري وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ وعبد المنعم بن القشيري وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وعبد الرحمن بن محمد الشيباني القزاز وخلائق يطول سردهم

وألف معجم البلدان التي سمع بها وعاد إلى وطنه بمرو سنة ثمان وثلاثين فتزوج وولد له أبو المظفر عبد الرحيم فرحل به إلى نيسابور ونواحيها وهراة ونواحيها وبلخ وسمرقند وبخارى وخرج له معجما ثم عاد به إلى مرو وألقى عصا السفر بعدما شق الأرض شقا وأقبل على التصنيف والإملاء والوعظ والتدريس

قال ابن النجار سمعت من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ وهذا شيء لم يبلغه أحد

سمع منه جماعة من مشايخه وأقرانه

وروى عنه الحافظ الأكبر أبو القاسم بن عساكر وابنه القاسم بن عساكر وأبو أحمد ابن سكينة وعبد العزيز بن منينا وأبو روح عبد المعز الهروي وابنه أبو المظفر عبد الرحيم بن السمعاني ويوسف بن المبارك الخفاف وآخرون

عاد بعد ما دوخ الأرض سفرا إلى بلده مرو وأقام مشتغلا بالجمع والتصنيف والتحديث والتدريس بالمدرسة العميدية ونشر العلم إلى أن توفي إماما من أئمة المسلمين في كثير من العلوم أمسها به الحديث على اختلاف فنونه

ومن تصانيفه الذيل في أربعمائة طاقة

تاريخ مرو وكتب منه خمسمائة طاقة

طراز الذهب في أدب الطلب مائة وخمسون طاقة

الإسفار عن الأسفار خمس وعشرون طاقة

الإملاء والاستملاء خمس عشرة طاقة

التذكرة والتبصرة مائة وخمسون طاقة

معجم البلدان خمسون طاقة

معجم الشيوخ ثمانون طاقة

تحفة المسافر مائة وخمسون طاقة

التحف والهدايا خمس وعشرون طاقة

عز العزلة سبعون طاقة

الأدب في استعمال الحسب خمس طاقات

المناسك ستون طاقة

الدعوات الكبيرة أربعون طاقة

الدعوات المروية عن الحضرة النبوية خمس عشرة طاقة

الحث على غسل اليد خمس طاقات

أفانين البساتين خمس عشر طاقة

دخول الحمام خمس عشرة طاقة وكان هذب فيه كتاب أبيه أبي بكر في دخول الحمام

فضائل صلاة التسبيح عشر طاقات

التحبير في المعجم الكبير ثلاثمائة طاقة

الأنساب ثلاثمائة طاقة وخمسون

الأمالي ستون طاقة

صلاة الصبح عشر طاقات

المساواة والمصافحة

مقام العلماء بين يدي الأمراء

لفتة المشتاق إلى ساكني العراق

سلوة الأحباب ورحمة الأصحاب

الأخطار في ركوب البحار

النزوع إلى الأوطان

صوم الأيام البيض

تحفة العيدين

التحايا والهدايا

الرسائل والوسائل لم تكمل

فضائل الديك

ذكرى حبيب يرحل وبشرى مشيب ينزل

كتاب الحلاوة

فضائل الهرة

الهريسة

تاريخ الوفاة للمتأخرين من الرواة

بخار بخور البخارى

تقديم الجفان إلى الضيفان

الصدق في الصداقة

الربح والخسارة في الكسب والتجارة

الارتياب عن كتابة الكتاب

حث الإمام على تخفيف الصلاة مع الإتمام

فرط الغرام إلى ساكني الشام

الشد والعد لمن اكتنى بأبي سعد

فضائل سورة يس

فضائل الشام وغير ذلك من التصانيف والتخاريج

ذكره صاحبة ورفيقه الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر واثنى عليه وقال هو الآن شيخ خراسان غير مدافع عن صدق ومعرفة وكثرة سماع للأجزاء وكتب مصنفة والله يبقيه لنشر السنة ويوفقه لأعمال أهل الجنة

توفي الحافظ أبو سعد في الثلث الأخير من ليلة غرة ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة بمدينة مرو ودفن بسنجدان مقبرة مرو

888 عبد الكريم بن محمد بن أبي منصور الرماني الدامغان

من أهل الدامغاني ولد بها يوم الجمعة عند طلوع الشمس سادس عشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة

ودخل إلى نيسابور وتفقه على إمام الحرمين ثم عاد إلى بلده وولى القضاء بها

سمع الوزير نظام الملك وأبا القاسم بن مسعدة وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي وكامل بن إبراهيم الخندقي والمظفر بن حمزة التميمي وأبا القاسم إسماعيل بن زاهر النوقاني وإسماعيل بن الفضل الفضلي وأستاذه أبا المعالي وغيرهم بالدامغان وجرجان ونيسابور وهراة

روى عنه ابن السمعاني وغيره

توفي بالدامغان في غرة ذي القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة

889 عبد الكريم بن محمد بن أبي الفضل بن الحرستاني الفقيه أبو الفضائل الدمشقي أخو قاضي القضاة عبد ا الصمد

ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة

وسمع جمال الإسلام السلمي وغيره وحضر في بغداد درس ابن الرزاز وفي خراسان درس محمد بن يحيى ودرس بالأمينية بدمشق نيابة عن ابن أبي عصرون

وتوفي في رمضان سنة إحدى وستين وخمسمائة

890 عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت ابن الحسن الخجندي

أبو القاسم الملقب صدر الدين

من أهل أصبهان

كان يتولى الرياسة بها على قاعدة أبائة وكانت له المكانة عند السلاطين

سمع الحديث من أبي الوقت السجزي وغيره وكان فقيها أديبا واعظا وله شعر جيد

ولد في شهر رجب سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ومات في جمادى الأولى سنة ثمانين وخمسمائة

891 عبد المحسن بن عبد المنعم بن علي الكفرطابي ثم الشيرازي أبو محمد الفقيه الشافعي

تفقه ببغداد وسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين وأبي العز بن كادش وأبي غالب بن البناء وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم

توفي في شهر رمضان سنة ستين وخمسمائة

892 عبد الملك بن زيد بن ياسين بن زيد بن قايد بن جميل التغلبي أبو القاسم الدولعي

خطيب دمشق والمدرس بها الفقيه ضياء الدين الأرقمي الموصلي

والدولعية من قرى الموصل

ولد سنة سبع وخمسمائة وقدم دمشق في شبيبته فتفقه بها وسمع من أبي الفتح نصر الله المصيصي وتفقه أيضا ببغداد وسمع بها الترمذي من عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي والنسائي من علي بن أحمد بن محمويه اليزدي

روى عنه أبو الطاهر إسماعيل الأنماطي وابن خليل والشهاب القوصي والتقى ابن أبي اليسر وبالإجازة أبو الغنائم بن علان وأبو العباس بن أبي الخير

وكان فقيها كبيرا متفننا عارفا بالمذهب دينا على طريقة حميدة

ولي خطابة دمشق وأقام بها مدة طويلة ودهرا طويلا ودرس بالغزالية زمانا كبيرا وتفقه علي ابن أبي عصرون أيضا

893 عبد الملك بن سعد بن تميم بن أحمد بن عنبر التميمي أبو الفضل

من أهل أسداباذ ورد بغداد وتفقه على الإمام أبي بكر الشاشي وأقام بها مدة ورجع إلى بلده أسداباذ ثم خرج منها إلى جرباذقان وولي به تدريس المدرسة

كتب عنه ابن السمعاني وقال سألته عن مولده فقال في شوال سنة خمس وسبعين وأربعمائة ولم يذكر وفاته

894 عبد الملك بن نصر الله بن جهبل أبو الحسين

من أهل حلب كان يدرس بمدرسة الزجاجين بها

قال ابن النجار كان فقيها فاضلا حسن المعرفة بمذهب الشافعي وكان زاهدا ورعا توفي بحلب في جمادى الآخرة سنة تسعين وخسمائة

895 عبد الملك بن أبي نصر بن عمر أبو المعالي

من أهل جيلان

سكن بغداد وكان رجلا صالحا يأوي الخراب

قال ابن السمعاني فقيه صالح دين خير عامل بعلمه كثير العبادة والصلاة ليس له مأوى معلوم ومنزل مشهور يسكنه يبيت أي موضع اتفق

قال وتفقه على أسعد الميهني وسمع من القاضي أبي المحاسن بن الروياني وغيره وذكر ابن السمعاني أنه سمعه مذاكرة يقول سمعت أرباب القلوب تقول من عرف أن جميع اللذات المتفرقة على الأعضاء تنطوي تحت هذه اللذة ثم أنشأ يقول

كانت لقلبي أهواء مفرقة ** فاستجمعت مذ رأتك العين أهواى

فظل يحسدني من كنت أحسده ** فصرت مولى الورى مذ صرت مولاي

تركت للناس دنياهم ودينهم ** شغلا بحبك ياديني ودنياي

قال وسمعته يقول سمعت إمام الحرمين أبا مخلد الفزاري قال كنت بمكة فرأيت شيخا من أهل المغرب يطوف ويقول

تمتع بالرقاد على شمال ** فسوف يطول نومك باليمين

ومتع من يحبك من تلاق ** فأنت من الفراق على يقين

مات في سنة خمس وأربعين وخمسمائة بفيد